الـســـــــلام عليـــــــكم ورحمــــة الله وبركـــــاته
بســــــــــم الله الرحمــــــن الرحــــــيم
،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 199
يلعب فقه معاملة الناس دوره باقتدار فى معالجة الحزن او على ألأقل الوقاية
منه والوقاية خير من العلاج:
قال القرطبى: " هذه الآية من ثلاث كلمات، تضمنت قواعد الشريعة فى المأمورات والمنهيات.
فقوله { خُذِ ٱلْعَفْوَ } دخل فيه صلة القاطعين والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين،
وغير ذلك من أخلاق المطيعين. ودخل فى قوله { وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ } صلة الأرحام، وتقوى
الله فى الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار.
وفى قوله { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ } الحض على التعلق بالعلم، والإِعراض عن
أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الأغبياء، وغير ذلك
من الأخلاق المجيدة والأفعال الرشيدة ".
ويقول صاحب الظلال:
خذ العفو الميسر الممكن من أخلاق الناس في المعاشرة والصحبة، ولا تطلب إليهم
الكمال، ولا تكلفهم الشاق من الأخلاق. واعف عن أخطائهم وضعفهم ونقصهم..
كل أولئك في المعاملات الشخصية لا في العقيدة الدينية ولا في الواجبات الشرعية.
فليس في عقيدة الإسلام ولا شريعة الله يكون التغاضي والتسامح. ولكن في الأخذ
والعطاء والصحبة والجوار. وبذلك تمضي الحياة سهلة لينة. فالإغضاء عن الضعف
البشري، والعطف عليه، والسماحة معه، واجب الكبار الأقوياء تجاه الصغار الضعفاء.
ويقول الأستاذ صالح بن فريح المحاضر بجامعة القصيم فى بحث بمجلة البيان:
معاملة الناس حسب طبائعهم التي أعطاهم الله إياها؛ فإن الله ـ سبحانه ـ كما قسم
الأرزاق قسم الأخلاق؛ فمن الناس من هو حُرُّ الخلال، أَرْيَحِيُّ الطباع، يترقرق في
وجهه ماء البِشْر. ومنهم من هو فظ الأخلاق، صعب المراس، كأنما قُدَّ من صخر.
ومنهم من هو مبتغٍ بين ذلك سبيلاً، وقد أبان الرسول - - ذلك،
فقال: «إن الله ـ عز وجل ـ خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم
على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود، وبين ذلك، والخبيث والطيب،
والسهل والحزْن، وبين ذلك» أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.
وبهذا يعلم أن معاملة الناس، ينبغي ألا تكون على وتيرة واحدة، بل يعامَل كلٌ منهم حسب
طبعه، كما قال تعالى ـ: {خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: 199].
قال العلامة الشنقيطي: «... العفو معروف في كلام العرب، تقول لك: «خذ العفو مني»
أي؛ خذ ما تسهَّل لك من أخلاق الناس، ووجدت منهم طِيباً بلا كلفة فخذ، وما جاءك
من غير ذلك فاصفح عنه وتجاوزه.
والله أعلم
ملتقى البيان لتفسير القرآن
بســــــــــم الله الرحمــــــن الرحــــــيم
،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 199
يلعب فقه معاملة الناس دوره باقتدار فى معالجة الحزن او على ألأقل الوقاية
منه والوقاية خير من العلاج:
قال القرطبى: " هذه الآية من ثلاث كلمات، تضمنت قواعد الشريعة فى المأمورات والمنهيات.
فقوله { خُذِ ٱلْعَفْوَ } دخل فيه صلة القاطعين والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين،
وغير ذلك من أخلاق المطيعين. ودخل فى قوله { وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ } صلة الأرحام، وتقوى
الله فى الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار.
وفى قوله { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ } الحض على التعلق بالعلم، والإِعراض عن
أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الأغبياء، وغير ذلك
من الأخلاق المجيدة والأفعال الرشيدة ".
ويقول صاحب الظلال:
خذ العفو الميسر الممكن من أخلاق الناس في المعاشرة والصحبة، ولا تطلب إليهم
الكمال، ولا تكلفهم الشاق من الأخلاق. واعف عن أخطائهم وضعفهم ونقصهم..
كل أولئك في المعاملات الشخصية لا في العقيدة الدينية ولا في الواجبات الشرعية.
فليس في عقيدة الإسلام ولا شريعة الله يكون التغاضي والتسامح. ولكن في الأخذ
والعطاء والصحبة والجوار. وبذلك تمضي الحياة سهلة لينة. فالإغضاء عن الضعف
البشري، والعطف عليه، والسماحة معه، واجب الكبار الأقوياء تجاه الصغار الضعفاء.
ويقول الأستاذ صالح بن فريح المحاضر بجامعة القصيم فى بحث بمجلة البيان:
معاملة الناس حسب طبائعهم التي أعطاهم الله إياها؛ فإن الله ـ سبحانه ـ كما قسم
الأرزاق قسم الأخلاق؛ فمن الناس من هو حُرُّ الخلال، أَرْيَحِيُّ الطباع، يترقرق في
وجهه ماء البِشْر. ومنهم من هو فظ الأخلاق، صعب المراس، كأنما قُدَّ من صخر.
ومنهم من هو مبتغٍ بين ذلك سبيلاً، وقد أبان الرسول - - ذلك،
فقال: «إن الله ـ عز وجل ـ خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم
على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود، وبين ذلك، والخبيث والطيب،
والسهل والحزْن، وبين ذلك» أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.
وبهذا يعلم أن معاملة الناس، ينبغي ألا تكون على وتيرة واحدة، بل يعامَل كلٌ منهم حسب
طبعه، كما قال تعالى ـ: {خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: 199].
قال العلامة الشنقيطي: «... العفو معروف في كلام العرب، تقول لك: «خذ العفو مني»
أي؛ خذ ما تسهَّل لك من أخلاق الناس، ووجدت منهم طِيباً بلا كلفة فخذ، وما جاءك
من غير ذلك فاصفح عنه وتجاوزه.
والله أعلم
ملتقى البيان لتفسير القرآن