توتانت:::::كذا ميزا ::::::

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بكـ يازائر في منتديات توتانت:::::كذا ميزا ::::::


    سلسلة كوابيس 4 - أفضل قصص الرعب المصرية

    halh
    halh
    سندريلا المنتدى
    سندريلا المنتدى


    السرطان
    عدد المساهمات : 728
    العمر : 39

    سلسلة كوابيس 4 - أفضل قصص الرعب المصرية Empty سلسلة كوابيس 4 - أفضل قصص الرعب المصرية

    مُساهمة من طرف halh السبت 30 يناير - 10:42

    معانقة الفزع
    ==========
    لم يكن ليصدقه أي شخص.. مهما أقسم بأغلظ الإيمان ومهما بدت لهجة الصدق قوية في كلماته.. فلن يصدقه أحد.
    إنه يعرف ذلك جيدا ومتأكد منه.
    دائما كان يعاني من صعوبة تصديق الناس له.. يعتبرونه دائما مراوغا وغير صريح.. فما بالك لو حكي عما يعانيه ويواجهه في ذلك اليوم الغريب..
    لو قال أي شيء لبدا مجرد مجنون أصاب الخبال عقله الذي بدأ هو نفسه يشك في مدي إستقراره ومنطقية تفكيره.
    عندما فتح صوان الملابس ليخرج ملابسه ويتأهب للخروج ما ذلك الذي رأه..؟؟
    هل كانت جثث معلقة بدل من الملابس؟.
    هل كانت تلك دماء ادمية التي تغرق جدران الصوان وتسيل علي أرضية الغرفة حتي تصل لقدميه ؟
    لقد انتفض في قوة حتي صرخت عضلات صدره وتقلصت جدران معدته حتي كادت أن تلتصق ببعضها..
    علاقات الملابس المعدنية كانت تخترق تلك الرأس البشرية في مشهد مروع وتجذبها لأعلي الصوان..
    لم يستطع أن يتعرف بوضوح علي هاتين الجثتين.. لقد كانت تكفي نظرة واحدة كي يقفز للخلف وعيناه لا تصدقان ما تراه..
    نعم.. لم يكن ليصدقه أحد.. خاصة بعد أن صرخ في جنون وجاءت زوجته تركض في هلع علي صراخ زوجها الذي تسمعه لأول مرة في حياتها لتنظر نحو الصوان الذي كان يشير نحوه وهو يهمهم بكلمات غير مفهومة..
    لم تكن بحاجة للكثير من الذكاء لتدرك أن شيئا ما أثار هلعه.
    وتطلعت للصوان بفضول طبيعي وقلق مجهول المصدر..
    وماذا بعد ؟
    هل أقسمت بعدها أنه لا يوجد شيئا في الصوان غير ملابسه المعلقة؟!
    هل سوف تصدقه لو قال لها أنه وجد جثتين معلقتين من رأسيهما بدلا من الملابس؟!
    عقله بدأ فعلا رحلة علي طريق الجنون بلا أي أمل في العودة.

    *******************************

    المشهد الذي كان يملأ عينيه ويلتهم كل ذرات تركيزه كان غريبا ومفجعا.
    لقد رأي أشياء مشابهه من قبل ولكن أبدا لم تكون بمثل تلك الواقعية والتلقائية.
    الصراخ كان يتوالي وكأنه لا ينتهي.. بل كل ثانية تعلو نبرته وتتدرج حتي تكاد تخترق طبلتي أذنه.. ولا يوجد أسوأ من صراخ الرجال أو بكاؤهم.
    ذلك الخوف والفزع اللذان يتجسمان علي وجه الرجل إستحالة أن يكون تمثيلا..
    والدماء.. إنها تتناثر علي وجهه وجسده وتملأ الشاشة.
    القاتل كان يتحرك ببطء وثقة..
    إنها تلك الثقة التي تولدها القوة والتحكم في مجريات كل شىء.. عندما تدخل صراعا مع قزما ذلك يعطيك إحساسا مختلفا عن الإحساس الذي يمتلكك عندما تعبث مع شخص أقوي منك.
    في الحالة الأولي هناك الثقة وغرور القوة لأنك تعلم أنك تمتلك زمام الأمور وأن خطوتك التالية هي التي سوف تحدد شكل المواجهه ونهايتها.
    وذلك الرجل كان ضخم الجثة كالعمالقة يقتل شخصا في نصف حجمه بل رحمة , والكاميرا تتحرك بخمول وهدوء مبالغ فيه وكأنها تنقل مباراه في الجولف لجمهور من الكسالي..
    كل ذلك العنف والقتل دفع جسده للإرتعاد رغما عنه وجعل ذلك الشعور المألوف بالغثيان يعاوده ويجعل جدران معدته تبدأ في حركتها المعتادة في التقلص وكأنه يدفعها دفعا للذهاب نحو حلقه وتذوق ذلك الطعم اللاذع من المرارة والحموضة الحارقة..
    إنه لم يعتاد مشاهدة أفلام الرعب ولكن ما يحدث أمامه كان أكثر من مجرد فيلم رعب عادي..
    إنه لا يري ملامح القاتل..
    بل يري فقط ظهره وقوامه الضخم وحركة يديه التي تمسك بالسكين واليد الأخري التي تضرب الرجل بعنف بينما زاوية الرؤية لا تعطية فرصة كي يري وجهه.
    ولكن.. ما هزه بالفعل وجعل تلك الشعيرات في رأسه تنتفض في هلع هو وجه الضحية.
    لقد كان وجهه مألوفا.. لدرجة كبيرة..
    إنه محمود.. صديقه !!

    ******************************

    الرابعة عصرا
    ***************
    دخل المنزل وسيقانه تحملانه بالكاد.. الألم يلتحم بنخاع عظامه ويصرخ بصورة متوالية داخل ركبتيه , بينما يشعر بقلبه ينبض في جميع خلايا جسده ويسمعه بصورة غير طبيعية.. مطارق معدنية تدوي في صخب وتكاد تمزق تلك الخلايا من قوة دفعها للدماء لأعلي حتي قمة رأسه.. إنه صداع غريب يخنق الدماء في جمجمته وكأن أحدهم يضعها في كماشة ضخم ويضغط علي ذراعيها بلا توقف.
    إنه متعب ومنهك بلا أدني سبب.. كل أعماله اليومية مكتبية ولو كان يجب أن يؤلمه أي شيء فيجب أن تكون مؤخرته التي تجلس بالساعات علي المقعد الجلدي بلا أي حركة حتي يصل إلي مرحلة عدم الاحساس بها بعد ستة ساعات متوالية من الجلوس السلبي.
    ولكن يبدو أن ما يحدث له هو بوادر تقدم السن الذي بات قاب قوسين أو أدني من جسده الذي أنهكته النساء.
    اللعنة!!
    إنه يتذكر رغما عنه والده الذي كان يقفز من الحافلة وهي تسير بأقصي سرعة لها وسنة يتعدي الستين ويهبط علي الأرض راكضا بدون حتي أن يتمايل جسده..
    أما هو الآن فهو في أوائل الأربعينيات وبالكاد يستطيع صعود درج البناية ليصل إلي شقته في الدور الثالث!
    فتحت زوجته الباب.. ولكنه لم يرفع حتي بصره لينظر إليها.
    إنه يتوقع ما سيراه.. كتله غريبة من روائح الطعام والشعر الأشعت وملابس المنزل فاقعة الألوان التي تؤذي بصره.. كتل متداخلة من الأحمروالأصفر والأخضر أشبه بلوحة سيريالية لفنان فاشل.
    وتذكر رغما عنه بداية زواجهما.. كانت أجمل لحظات يومه هو استقبالها له بعد عودته من يوم مرهق في العمل.. كان فعلا يتوق يوميا للذهاب مبكرا للمنزل ليستمتع بذلك اللقاء وكأنهما مراهقان..
    كانت تستقبله بأجمل إبتسامه ممكن أن يراها في حياته وتتعلق بعنقه كالطفلة وهي تغمرة بقبلاتها العذبة.. شعر منسق وماكياج كامل وملابس مغرية تغرقها رائحة العطور..
    نعم.. تلك الأيام الخوالي..!


    الملعونين

    إستيقظ محمد يوسف مدير مدرسة البناجر الاعدادية في تلك الليلة علي ذلك الصوت الغريب الذي سمعه يصدر من خارج منزله.
    ضجة مختلطة بصراخ مخنوق أو تأوهات مكتومة.. وبالتحديد من حظيرة تربية الخراف الملاحقة للمنزل ذو الدور الواحد.. تلك الحظيرة التي تمثل مشروعه الصغير الذي يعينه علي الحياة بحانب عمله كمدير للمدرسة.
    جميع طاقم المدرسة الصغيرة جدا و الذين يعدون علي الأصابع يقومون بإدارة تلك المشروعات الزراعية أو الخاصة بالتربية الحيوانية وهي ليست مشاريع بالمعني الضخم للكلمة بل هي ربما تكون مجرد قطعة أرض صغيرة.. أو بضعة خراف.. أو حتي بعض بطاريات الأرانب.
    الأصوات التي سمعها محمد لم يفسرها سوي علي أنها حركة قلقة للخراف لأنها خائفة وذلك يعني وجود لصوص جاءوا للسطوعلي مشروعه الصغير.
    لايوجد بالطبع أي نوع من الأسلحة هنا.. وذلك يجعله يلعن نفسه الآن علي بخله لأنه لم يشتري تلك البندقية العتيقة من أحد المدرسين الذي عرضها عليه منذ شهور وتفاوضوا لساعات وإنتهي برفضه للصفقة بسبب خمسون جنيها فقط..
    لذلك لم يوجد أمامه سوي التقاط تلك العصا الضخمة ثم ترك زوجته نائمة حتي لا يفزعها أو بمعني أدق حتي لا توتره وتزيد من قلقه في تلك اللحظات الحاسمة.. لحظات اكتشافه اللصوص..
    لأنه لا يعرف بالضبط ما الذي سوف يفعله معهم.. لذلك سيترك كل شيء للقدر ولمواجهة اللحظة الأخيرة..
    خرج متسللا من منزله وإتجه نحو الحظيرة الصغيرة الملحقة بالمنزل.
    كان يحاول ألا يصدر أي صوت بقدر الإستطاعة وذلك ليفاجيء أيا كان من يعبث بخرافه.. وإن كان يتمني أن يكون مخطئا لأن جسده العجوز لن يتحمل أي صراع وربما يخذله قلبه ولحظتها سوف يندم علي تدخله..
    وهناك إحتمال أن يكون حظه جيد ويهرب اللصوص عندما يرونه.
    في الحقيقة كان خوفه يشجعه علي التراجع والعودة للمنزل.. ولكن تفكيره أن يتم سرقة هذه الخراف وفقدان كل تلك الأموال كان يدفعه علي مواصلة السير علي أطراف أصابعه والعصا تهتز بيده..
    يقترب أكثر من الحظيرة..
    الضجة صوتها يعلو الآن..
    عضلاته تتحفز أكثر علي العصا.. ولكن تحفزه تحول إلي إرتجاف وتردد أكثر عندما رأي ذلك الجنزير الحديدي الضخم الذي كان يغلق الباب بصوره محكمة بقفل في المنتصف محطما إلي ثلاثة قطع..
    الجاني لم يحاول العبث بالقفل.. بل إختصر الطريق ومزق الجنزير الحديدي وكأنه يمزق قطعة من القماش..
    من لديه القدرة لتمزيق الجنزير بتلك الصورة..؟
    والسؤال الأسوأ هو حتي لو حطم الجنزير.. لماذا خلع الباب من مكانه وألقاه علي الطريق..؟
    لماذا لا يتراجع الآن ويذهب لفراشه وكأنه لم يسمع أو يري أي شيء ويدعوا الله أن تمر الليلة علي خير..
    لا.. لن يعود مجرد جبانا ترك اللصوص يسرقوه.. يجب أن يكمل ما بدؤه ويري من فعل ذلك بحظيرته بغض النظر عن النتائج التي يتوقع أن تكون سيئه..
    لوي عنقه يحاول إختلاس النظر لما يحدث بالداخل..
    وتصلبت عضلات عنقه..
    اتسعت عيناه عن أخرهما وجسده بأكمله يبدأ في الانتفاض..
    لم يكونوا لصوصا..
    ليسوا لصوصا علي الاطلاق..
    عظام الخراف كان يغطي أرض الحظيرة والدماء تملأ المكان..
    ذلك الشيء ذو الكيان البشري يفعل شيئا ما في أرض الغرفة..
    شيئا أشبه بكتله ضخمة من اللحم الأحمر والعروق الزرقاء..غريبا.. ومروعا..
    وشهق..
    صدرت منه تلك الشهقة الصغيرة.. والتفت ذلك الشيء نحوه..
    ورأي أبشع شيء ممكن أن يراه في حياته..
    وقبل أن يحاول التراجع والهرب.. قبل حتي أن يفكر في ذلك.. فوجيء بذلك الشىء يندفع كالقنبلة نحو فراغ الباب..
    قفز.. أو ركض.. أو طار.. حدث ذلك بسرعة البرق ولم يعلم ما الذي حدث..
    إرتطم به وكأنه سيارة مسرعة وقذف جسده بضعة أمتار للوراء ليسقط أرضا وعظام جسمه تئن بينما رأسه تدور بألم..
    نعم إنه يطير بالفعل..
    يرتفع في الهواء بينما يضرب الهواء بأجنحه عملاقة أشبه بأجنحة الوطاويط ولكنها ضخمة وكل جناح بحجم رجل بالغ..
    ولم يستطع أن يري أكثر من ذلك الظلام .. وربما ذلك كان من رحمة القدر به.. لأن قلبه لم يكن ليتحمل الكثير..
    ثم راه ينقض على جسده وكأن طائرة فقد قائدها التحكم فيها..
    تلك السرعة والقوة.. ثم الألم..
    وتدحرج جسده للخلف.. الدماء تغطي جسده من قسوة الارتطام بذلك الشيء..
    رفع محمد رأسه من علي الأرض الطينية ولمح ذلك الشيء يرتفع في الهواء مرة أخري ثم يكمل دوره حول المكان وصوت خفقان أجنحته مثل طلقات الرصاص..
    ليته كان اشتري تلك البندقية..
    ثم انزلق ذلك الشيء في الهواء.. وهو يحلق حول نفسه..
    وهبط أرضا ليقترب منه..
    إنه أبشع شيء يراه في حياته..
    إمتدت تلك اليد ذات النهاية الخلبية لترفعه من عنقة كاللعبه.. ثم ضمه إلي ذلك الجسد وهو يلف أجنحته حوله.. وصرخ محمد..
    صرخ وأجنحه ذلك الشيء تواصل إلتفافها حوله لتعتصره بقوة..
    الألم كان يغزو ذلك الجسد العجوز..
    أجنحته مثل رداء معدني يضيق حول جسده ..
    يواصل الضغط عليه..
    حتي يسمع محمد صوت قرقعه عظامه.. ثم.. لايشعر بشيء.


    ***************************
    *************************

    أسوأ شيء أن تستيقظ فجأة وبصورة مسرعة لينتقل جسدك من حالة الاسترخاء شبه التامة إلي حالة من اليقظة والنشاط المباغت لتتوتر أعصابك وتضطرب ضربات قلبك.
    يقول الأطباء وأنا منهم أن ذلك شيء ليس صحي بالمرة ويضر علي المدي البعيد بعضلات القلب ولكن للأسف هذا ما حدث لي في ثالث ليلة بتلك القرية الغريبة.
    لقد انتفضت علي الفراش بسبب صرخة مدوية شقت سكون الليل.. إمرأة تركض أسفل نافذة منزلي ذو الطابق الواحد مثل معظم منازل أهل القرية وصرختها تتبعها.. أقسي صرخة ممكن أن تسمعها في حياتك..

    سرعة البرق الرهيبة

    **********************
    أول خمس دقائــق :-

    الساعة 1.55 دقيقة صباحا ........
    إستيقظ وأطياف الأحلام ما زالت تعبث بمخيلته .. بقايا صور متشابكة غامضة .... وخيالات مربكة لا يتذكر منها شيئا محدداً .
    جسده شبه عار على الفراش والملاءة البيضاء الخفيفة قد إنزاحت عن جسده .... بينما مروحة السقف تدور بحركتها الرتيبة فى محاولة ناجحة لتبديد تلك الحرارة الملتهبة التى تعصف بالغرفة.
    ألقى نظرة بجواره ......
    لمح على الضوء الخافت المنبعث من الطريق جسد زوجته .... عارية الكتفين والظهر .... رأسها مدفونة فى الوسادة وقطرات العرق تنحدر على عنقها.
    إنه لم يعتاد على أن يباغته الأرق هكذا فى تلك الساعة المتأخرة ... عيناه تحتاجان لاستعادة النوم ولكنه لا يستطيع ذلك ......
    الحرارة والرطوبة جعلتا أى محاولة للقضاء على ذلك الأرق فاشلة تماما .
    اعتدل على الفراش وهو يفكر فى أى شيء ... فتذكر أنه عاد من إحدى الحفلات فى الحادية عشر.... لحظتها وجد زوجته جالسة فى الردهة بانتظاره وتلك الابتسامة المغرية تملأ وجهها ... ثم بعد ذلك ... لا يتذكر أى شيء على الإطلاق .. يبدو أنها كانت ليلة صاخبة للغاية !
    على أية حال يجب أن يفكر فى فعل أى شئ فى الدقائق القادمة حتى يعود النوم أدراجه إلى عقله المتيقظ .. نهض من على الفراش وهو يرتدى الروب المنزلى ونظرة على المنبه الفسفورى تخبره بأن الساعة تقترب من الواحدة و57 دقيقة.
    التليفزيون هو ملاذه الوحيد لقتل ذلك الأرق , غادر الحجرة متأهبا للاستلقاء على أريكة الصالة فى كسل لمشاهدة أى شيء ممل ....
    أضاء الصالة ثم إتجه نحو الأريكة المواجهة للتليفزيون عندما شاهد كل تلك الدماء!
    إنكتمت أفكاره كلها وقلبه ينتفض فى ثورة ..
    فعلى الأريكة رأى جسد ما...
    جسد إمرأة يغطيه الدماء ... ترتدى روباً منزلياً ...
    والقطرات الدافئة تعدو على الأريكة وتكون بقعة حمراء ضخمة على الأرض .
    سحابة سوداء غطت عينيه لثوان ...
    شعر بالدماء تتدفق إلى رأسه وتكاد تندفع من عينيه ... ثم تلاشى السواد ... وبصره يستعيد نقاؤه محدقاً فيما يراه أمامه و لكن المشهد أمامه لا يترك أى خيار سوى تصديقه .
    تجمد فى مكانه ...
    ينظر إلى خصلات الشعر السوداء التى تخفى وجهها والتى صبغها لون الدم المقيت بينما الأريكة صارت كتلة حمراء ضخمة .
    حاول أن يفكر .. ولكن كيف ؟
    لم يجد أمامه سوى أن يصرخ فى شبه هستريا .....
    * " مـــى .... مـــى ! "
    ثم اقترب بخطوات ثقيلة ... وكأن أحدهم يجر جسده على الأرض وهو يقاوم الخوف والتقزز...
    امتدت يده المرتعدة نحو خصلات شعرها ...
    دفء الدماء تسلل إلى أصابعه فإقشعر جسده رغما عنه ... أزاح خصلة الشعر والدماء اللزجة تصبغ أصابعه ....
    * " يا رب السماوات !! "
    تراجع للوراء بحركة حادة .... أو لعله لم يتراجع .... ربما قدماه لم تستطيعا أن تتحملا جسده بعد هول ما رآه .....
    أثناء تراجعه إرتطم بجهاز التليفزيون فسقط أرضا فى دوى قوى ... وجسده ينهار على المنضدة التى كان يحتلها الجهاز منذ ثوانى ... لسانه يشعر به وقد نسى كيف يتكلم أو يصرخ ولا يبعث كل ذلك الألم بداخله سوى بارتجافه هائلة تبدأ من سيقانه ثم تزلزل جسده كالتيار الكهربائى .
    لقد كانت زوجته ... مــى .... على الأريكة ... مقتولة .. مذبوحة من الأذن إلى الأذن.
    إنها ملامحها ... دمائها ... نظراتها التى تحدق فى وجهه والموت يتألق فى تلك النظرات الخاوية .
    و.... ولكن .. غرفتها ....
    لقد رآها منذ ثوان ... نعم .... بجانبه فى الفراش ....
    هذه ليست زوجته ..... بالتأكيد ليست زوجته ...
    إتجه نحو غرفة النوم .....
    نفس الضباب الأسود يعود أكثر قوة .... تلك الكتلة السوداء تحاول تكبيل عقله وتجعل الأرض تدور به أو تميد به تحت قدميه .. قاوم كل ذلك .... تماسك ..
    إنها أول مرة يرى فيها إنسان ميت ... مذبوح ..
    ويحدث هذا فى منزله و ... وزوجته ....
    حتى لو لم تكن مى .... لقد كان مشهد ذلك العنق المشقوق خرافيا لا يستطيع أن يتحمل حتى التفكير فيه ....
    بلغ حجرة النوم ....
    مــى ... مــى !! " * "
    أضاء الغرفة .... صرخ :
    مــى ..... استيقظى ! " *"
    ولكن .. المزيد من الاقتراب من الفراش يبعث فى قلبه بقلق لامتناه.
    الاقتراب يعنى تأكيد الكابوس ...
    الجسد العارى على الفراش يحمل بشرة تميل إلى الاسمرار .. وزوجته بيضاء اللون .
    وفى الضوء كان شعرها كستنائى .. بينما زوجته ذات شعر أسود ...
    إذن ... فى الصالة ... إنها ... ولكن .... من هذه ؟!
    اقترب أكثر والدموع تجعل عيناه تلتهبان ....
    ما الذى حدث هنا ؟!
    ساعتان ... ساعتان فقط ....
    لقد عاد فى .. فى الحادية عشر . بعدها لا يتذكر أى شئ ؟!
    ذاكرته بيضاء ... خالية تماما .
    أمسك برأسها .. ثم رفعه نحوه ...
    كانت فتاة ما ... فى العشرينات ولكنه لا يعرفها , وجهها ممتلئ بالكدمات وخدوش طويلة تملأ عنقها وتمتد نحو ظهرها العارى , بينما يدها اليمنى مشدودة إلى هيكل الفراش بقيد معدنى.
    وضع يده على عنقها .. شعر بالنبض يهز العروق ...
    ما زالت حية !
    أخذ يهز جسدها فى عنف :-
    * " من أنت ؟ "
    زوجته مى ماتت... وفتاة ما .. عارية فى فراشه ومقيدة .. ويبدو أنها مخدرة أو..
    ماذا يفعل ؟!
    إنهار على أرض الغرفة يفكر فى كل ما حدث ... ويفكر فى الساعتين الماضيتين .
    ذاكرته ... ذاكرته !
    ضرب رأسه بقبضته .... كان ذلك عندما ...
    ***************************

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 7 أكتوبر - 17:31