إِنَّ الحمدَ لله ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُه ، ونَعُوذُ
باللهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنا وسَيِّئَاتِ أَعمالِنا ، مَن يهْدِهِ اللهُ
فلا مُضِلَّ لَه ، ومن يُضلِلْ فلا هادِيَ لَه ، وأَشْهَدُ أنْ لا إلـٰـهَ
إِلا الله ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَه ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
ورَسُولُه .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)} [آل عمران]
{يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)} [النساء]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)} [الأحزاب]
أَمَّا بَعْد ،
فإِنَّ أَصْدَقَ الحديثِ كتابُ الله ،
وأَحْسَنَ الهدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلىٰ اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم ،
وشرَّ الأمورِ مُحْدَثاتُها ، وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة ،
وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَة ، وكُلَّ ضَلالَةٍ في النَّار .
ثُمَّ أَمَّا بَعْد ..
فإن المسلمَ العاقلَ يُدرِكُ بما أعطاهُ اللهُ من عقل ،
وبما أودع فيه من فطرة ،
أن الله تبارك وتعالى لم يخلق الحياة عبثًا ،
ولم يوجِد الإنسانَ هملاً ،
قال تعالى :
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115) }
[المؤمنون] ؛
وأن الله تبارك وتعالى بنىٰ الكونَ كلَّهُ على نظامٍ دقيقٍ مذهل ، لا مكان فيه للفوضىٰ والاضطراب ،
قال تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1)الَّذِي
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ
تَقْدِيرًا(2) } [الفرقان] .
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ
تَقْدِيرًا(2) } [الفرقان] .
والمسلمُ
الذي يُدرِكُ هذِهِ الحقائقَ لابدَُّ أن يجعلَ لكُلِّ وقتٍ من حياتِهِ
هدفًا ، ولكل عملٍ غاية ، وأن يُبرمِجَ حياتَه كُلَّها على هذا الأساس ،
فلا وقت لديه باقٍ في دائرةِ الفراغ ، وهذه سمةُ المسلمِ الجادِّ في
حياتِه ، المنظِّمِ لها ، المدرِكِ لهدفِه وغايتِه .
الذي يُدرِكُ هذِهِ الحقائقَ لابدَُّ أن يجعلَ لكُلِّ وقتٍ من حياتِهِ
هدفًا ، ولكل عملٍ غاية ، وأن يُبرمِجَ حياتَه كُلَّها على هذا الأساس ،
فلا وقت لديه باقٍ في دائرةِ الفراغ ، وهذه سمةُ المسلمِ الجادِّ في
حياتِه ، المنظِّمِ لها ، المدرِكِ لهدفِه وغايتِه .
أما
الإنسانُ الفوضويُّ الذي لا يحسنُ في أمورِهِ كلِّها ، ويضيّعُ واجباتِه ،
ويفرّط في كل شيء ، ويُهدِر طاقاتِهِ وعمرَه ، فلابد أن تضطربَ حياتُه ،
ويخفقَ في تحقيقِ أهدافِهِ ، ويُصابَ بالإحباطِ واليأسِ والتوترِ والقلقِ
حين يرى الآخرينَ من حولِهِ قد قطعوا أشواطًا بعيدةً في الحياة ، وهو ما
زال يُراوحُ في مكانِه .
الإنسانُ الفوضويُّ الذي لا يحسنُ في أمورِهِ كلِّها ، ويضيّعُ واجباتِه ،
ويفرّط في كل شيء ، ويُهدِر طاقاتِهِ وعمرَه ، فلابد أن تضطربَ حياتُه ،
ويخفقَ في تحقيقِ أهدافِهِ ، ويُصابَ بالإحباطِ واليأسِ والتوترِ والقلقِ
حين يرى الآخرينَ من حولِهِ قد قطعوا أشواطًا بعيدةً في الحياة ، وهو ما
زال يُراوحُ في مكانِه .
فتعالَوْا معي -إخوتي- لنقف على حقيقةِ هذهِ الصفةِ المذمومة -الفَوْضَوِيَّة- ، ومظاهِرِها وأسبابِها ، وكيفيّةِ التخلصِ منها .
أولاً : ماذا تعني الفوضويّة ؟ :-
الفَوْضَوِيَّةُ
: هي اختلاطُ الأمورِ بعضُها ببعض ، والنظرُ إليها على أنها بدرجةٍ واحدةٍ
من حيث الأهميّة والفائدة ، وهي أيضًا العبثُ وإهدارُ الطاقاتِ وبعثرةُ
الجهود .
: هي اختلاطُ الأمورِ بعضُها ببعض ، والنظرُ إليها على أنها بدرجةٍ واحدةٍ
من حيث الأهميّة والفائدة ، وهي أيضًا العبثُ وإهدارُ الطاقاتِ وبعثرةُ
الجهود .
الفَوْضَوِيُّ
: هو الشخصُ الذي لا هدفَ له محدّد ، ولا عملَ له مُتقن ، ويبدأ في هذا
العمل ثم يتركه ، ويَشرَعُ في هذا الأمرِ ولا يُتِمُّه ، ويسيرُ في هذا
الطريقِ ثم يتحوّلُ عنها .
: هو الشخصُ الذي لا هدفَ له محدّد ، ولا عملَ له مُتقن ، ويبدأ في هذا
العمل ثم يتركه ، ويَشرَعُ في هذا الأمرِ ولا يُتِمُّه ، ويسيرُ في هذا
الطريقِ ثم يتحوّلُ عنها .
ثانيًا : مظاهِرُ الفوضويّة :-
للفوضويّةُِ
في حياتِنا مظاهرُ عديدة ، فلا يكاد جانبٌ من جوانبِ حياتِنا يخلو من
مظاهرِ الفوضوية ، وإليكم نماذج من تلك المظاهر :
في حياتِنا مظاهرُ عديدة ، فلا يكاد جانبٌ من جوانبِ حياتِنا يخلو من
مظاهرِ الفوضوية ، وإليكم نماذج من تلك المظاهر :
1- الفوضويّةُ في طلبِ العلم :
فالفوضويُّ
يقرأُ كلَّ ما يقع في يدِهِ من غثٍّ وسمين ، ويضيّعُ الساعاتِ في طلب علمٍ
لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة ، ويأخذُ العلمَ عن غير أهلِه ، ويفتي
على الله تعالىٰ بغيرِ علم ، ويتتبَّعُ الرخصَ بين المذاهب ، ومن سماتِهِ
العشوائيّةُ في تعلم العلم ، فيُقَدّم ما حقه التأخير ويُؤَخّر ما حقه
التقديم .
يقرأُ كلَّ ما يقع في يدِهِ من غثٍّ وسمين ، ويضيّعُ الساعاتِ في طلب علمٍ
لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة ، ويأخذُ العلمَ عن غير أهلِه ، ويفتي
على الله تعالىٰ بغيرِ علم ، ويتتبَّعُ الرخصَ بين المذاهب ، ومن سماتِهِ
العشوائيّةُ في تعلم العلم ، فيُقَدّم ما حقه التأخير ويُؤَخّر ما حقه
التقديم .
2- الفوضويّةُ في القيامِ بالعبادات :
فالفوضويُّ
يؤخّر الصّلوات عن وقتِها ، ويؤديها ببرودٍ وكسل ، لا خشوع فيها ولا سكينة
، فالصلاة عنده مجرّدُ عادةٍ يوميّة ، وهكذا في سائِرِ العبادات .
يؤخّر الصّلوات عن وقتِها ، ويؤديها ببرودٍ وكسل ، لا خشوع فيها ولا سكينة
، فالصلاة عنده مجرّدُ عادةٍ يوميّة ، وهكذا في سائِرِ العبادات .
3- الفوضويّةُ في التعامل مع الوقت :
حيث
يضيّعُ الفوضويُّ الساعاتِ الطوالَ في غير عملٍ نافع ، ويعطي الأعمالَ
البسيطةَ فوق ما تستحقُّ من الجهد والوقت ، وتتزاحمُ عليه الأعمالُ في
الوقتِ الواحد ، ويقتل الوقتَ في أمور تافهة لا قيمةَ لها ، كما أن ساعاتِ
يومِهِ وليلِهِ تمضي بلا تخطيطٍ ولا تنظيم .
يضيّعُ الفوضويُّ الساعاتِ الطوالَ في غير عملٍ نافع ، ويعطي الأعمالَ
البسيطةَ فوق ما تستحقُّ من الجهد والوقت ، وتتزاحمُ عليه الأعمالُ في
الوقتِ الواحد ، ويقتل الوقتَ في أمور تافهة لا قيمةَ لها ، كما أن ساعاتِ
يومِهِ وليلِهِ تمضي بلا تخطيطٍ ولا تنظيم .
4- الفوضويّةُ في العلاقات الاجتماعية :
فالفوضويُّ
لا يحسنُ اختيارَ أصدقائِهِ ولا يجيد انتقاءَهُم ، فتَراهُ يصاحب الصّالحَ
والطالح ، والحسنَ والسيء ، ويتكلّمُ فيما لا يعنيه ، ويتدخّلُ في شئون
الآخرين .
أهدىٰ وأجدىٰ لِنَيْلِ الأَرَبْ ومُسْتَعْجِلُ الشَّيْءِ قبلَ الأوانِ
أسالُ
اللهَ العليَّ القديرَ أن يجعَلَهُ زادًا إلى حُسْنِ المصيرِ إليه ،
وعَتادًا إلى يُمْنِ القدومِ عليه ، إنه بكلِّ جميلٍ كفيل ، هُوَ حَسْبُنا
ونِعْمَ الوكيل
[/right]لا يحسنُ اختيارَ أصدقائِهِ ولا يجيد انتقاءَهُم ، فتَراهُ يصاحب الصّالحَ
والطالح ، والحسنَ والسيء ، ويتكلّمُ فيما لا يعنيه ، ويتدخّلُ في شئون
الآخرين .
ثالثًا : أسبابُ الفوضويّة :-
للفوضويّةِ في حياتِنا أسبابٌ عدة ، منها :
1-التهاونُ في استغلالِ الوقتِ وتضييعُهُ في توافِهِ الأمور :
فليس أرخصَ من الأوقاتِ في حياةِ الفوضويّين .
2-انعدامُ فقهِ الأولويّات :
فالفوضويُّ يشتغل بالكمالياتِ عن الضروريّات ، وبالثّانويّاتِ عن الكليّات ، ولا يُفَرِّقُ بين الأهمِّ والأقلِّ أهمية .
·فائدة :
إنَّ
عدمَ إدراكِ فقهِ الأولويّاتِ يجعلُ المرءَ في حيرةٍ من أمرِه ، حيث
تتزاحمُ أمامَهُ مجموعةٌ من المصالِحِ والأهدافِ يصعب القيامُ بها جميعَها
، فيُقدّمُ هذا ويُؤخّرُ ذاك دون ضابطٍ أو قيد ، ومن ثَمَّ تنشأُ مجموعةٌ
من المشكلاتِ ينوءُ بحَمْلِها ، من أعظمِها الفوضويّة ، بسبب تقديم
المهمِّ على الأهم .
عدمَ إدراكِ فقهِ الأولويّاتِ يجعلُ المرءَ في حيرةٍ من أمرِه ، حيث
تتزاحمُ أمامَهُ مجموعةٌ من المصالِحِ والأهدافِ يصعب القيامُ بها جميعَها
، فيُقدّمُ هذا ويُؤخّرُ ذاك دون ضابطٍ أو قيد ، ومن ثَمَّ تنشأُ مجموعةٌ
من المشكلاتِ ينوءُ بحَمْلِها ، من أعظمِها الفوضويّة ، بسبب تقديم
المهمِّ على الأهم .
3-عدمُ وضوحُ الهدف :
حيث
يسيرُ في الحياةِ دون هدفٍ واضحٍ محدّد ، فخطواتُهُ غيرُ مدروسة ،
وتحرُّكاتُهُ غيرُ معلومةِ الهدف ، وأعمالُهُ ردودُ أفعال ، فهو لا يعرفُ
لماذا يسير ، ولا كيف يسير ، والجهلُ بهذين الأمرينِ مصيبة ، قال الشاعر :
يسيرُ في الحياةِ دون هدفٍ واضحٍ محدّد ، فخطواتُهُ غيرُ مدروسة ،
وتحرُّكاتُهُ غيرُ معلومةِ الهدف ، وأعمالُهُ ردودُ أفعال ، فهو لا يعرفُ
لماذا يسير ، ولا كيف يسير ، والجهلُ بهذين الأمرينِ مصيبة ، قال الشاعر :
إن كنتَ لا تدري فتلكَ مصيبةٌ
وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ
4-تنفيذُ الأعمالِ بصورةٍ ارتجاليةٍ بدونِ تخطيطٍ مسبق :
إذ بدونِ التخطيطِ يسيرُ الإنسانُ في ظلامٍ لا تُعرَفُ نهايَتُه ، ويكون نصيبُهُ الاضطرابُ والفشل .
5-عدم ترتيبِ الأعمالِ عند تنفيذِها :
فلا تُنْجَزُ بترتيبٍ منطقِيٍّ منظم .
6-وجودُ الإنسانِ في وسطٍ فوضوِي :
فقد ينشأُ الإنسانُ في أسرةٍ فوضويّةٍ لا تراعي للوقت حرمة ، وقد يبتَلَىٰ بصُحبَةٍ سيّئَةٍ دأبُها وديدَنُها تضييعُ الأوقات .
7-الذنوب والمعاصي :
وهذا
سببٌ عام ، يشملُ كلَّ ما مضىٰ ، حيث إنَّ العبدَ إذا أعرضَ عن اللهِ
تعالىٰ واشتغلَ بالذنوبِ والمعاصي ، ضاعَ عليْهِ عُمرُهُ كُلُّه ، وذهبت
حياتُهُ باطلا ، قال تعالى : { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) } [ الزخرف ] .
سببٌ عام ، يشملُ كلَّ ما مضىٰ ، حيث إنَّ العبدَ إذا أعرضَ عن اللهِ
تعالىٰ واشتغلَ بالذنوبِ والمعاصي ، ضاعَ عليْهِ عُمرُهُ كُلُّه ، وذهبت
حياتُهُ باطلا ، قال تعالى : { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) } [ الزخرف ] .
رابعًا : آثارُ الفوضويّة :-
للفوضويّةِ آثارٌ مُهلِكَة ، وعواقِبَ خطيرة ، منها :
1-ضياعُ العمرِ بلا فائدة :
وهذا هو الغبنُ الذي نَبَّهَ عليه المصطفىٰ صلى الله عليه وسلم في قولِهِ : « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » [ رواه البخاري ] .
2-الحسرةُ والنّدامة :
قال تعالىٰ : { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) } [ الزمر ] ، ويتمنّى العودةَ إلى الدنيا ليتدارَكَ أمرَهُ ويُصلِحَ ما أفسدَه ، قال تعالىٰ : { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } [ المؤمنون ] ، ولكن دونَ جدوىٰ فقد انتهىٰ وقتُ العمل .
3-التَّشَتُّتُ الذِّهنيُّ والقلقُ والاضطِرابُ النّفسِي :
ذلك
أنَّ الفوضويَّ ليست لديه القدرةُ على اتخاذِ قرارٍ صحيحٍ لحلِّ المشكلاتِ
التي تواجِهُه ، كما أنَّهُ ينسىٰ نفسَهُ من التّزكيةِ أو يُزَكّيها بما
لا يُشبِعُها ولا يَشفيِها ، فيَمرَضُ قلبُهُ أو يموت ؛ الله المستعان .
أنَّ الفوضويَّ ليست لديه القدرةُ على اتخاذِ قرارٍ صحيحٍ لحلِّ المشكلاتِ
التي تواجِهُه ، كما أنَّهُ ينسىٰ نفسَهُ من التّزكيةِ أو يُزَكّيها بما
لا يُشبِعُها ولا يَشفيِها ، فيَمرَضُ قلبُهُ أو يموت ؛ الله المستعان .
4-فقدانُ الحِكْمَةِ في التعامُلِ مع الأمور :
فالفوضويُّ
آنِيُّ التفكيرِ موسِمِيُّ العمل ، لا يُحدّدُ أهدافَهُ ولا يُنظّمُ
وقتَهُ ، ينظُرُ إلى الأمورِ نظرةً سطحِيّة ، ويقِفُ عندَ ظواهِرِ
الأحداثِ دون النّظَرِ في أسبابِها وآثارِها ونتائِجِها ، فيتّخِذُ
قراراتٍ لا تتّفِقُ مع طبيعةِ الحدثِ ولا تُناسِبُه ، وهذا خلافُ الحكمة ،
فالحِكْمَةُ هيَ : وضعُ كُلِّ شيْءٍ في موضِعِهِ الصحيح .
[right]خامسًا : علاجُ الفوضويّة :-
آنِيُّ التفكيرِ موسِمِيُّ العمل ، لا يُحدّدُ أهدافَهُ ولا يُنظّمُ
وقتَهُ ، ينظُرُ إلى الأمورِ نظرةً سطحِيّة ، ويقِفُ عندَ ظواهِرِ
الأحداثِ دون النّظَرِ في أسبابِها وآثارِها ونتائِجِها ، فيتّخِذُ
قراراتٍ لا تتّفِقُ مع طبيعةِ الحدثِ ولا تُناسِبُه ، وهذا خلافُ الحكمة ،
فالحِكْمَةُ هيَ : وضعُ كُلِّ شيْءٍ في موضِعِهِ الصحيح .
[right]خامسًا : علاجُ الفوضويّة :-
تبيَّنَ
لنا إخوتي أنَّ الفوضويّةَ مرضٌ خطير ، أو صفةٌ مذمومة ، إذ هي طريقٌ
مختصرةٌ إلى الفشلِ والسقوطِ والضّياعِ عياذًا باللهِ تباركَ وتعالىٰ ،
ومن هنا تعيَّنَ علينا ذكرُ بعضِ طُرُقِ العلاج ، ومنها :
لنا إخوتي أنَّ الفوضويّةَ مرضٌ خطير ، أو صفةٌ مذمومة ، إذ هي طريقٌ
مختصرةٌ إلى الفشلِ والسقوطِ والضّياعِ عياذًا باللهِ تباركَ وتعالىٰ ،
ومن هنا تعيَّنَ علينا ذكرُ بعضِ طُرُقِ العلاج ، ومنها :
1-اللجوءُ إلى اللهِ تعالىٰ والاستعانةُ به :
أدعو
اللهَ أن يخلّصَني من هذه الصفةِ المذمومة ، وأن يَمُنَّ عليَّ بالتوفيقِ
والسّداد ، وأن يباركَ لي في وقتي ، وأن يرزُقَني حسنَ تنظيمِه ، وألا
يكِلَني إلى نفسي طرْفَةَ عَيْنٍ أبدا .. آمين .
اللهَ أن يخلّصَني من هذه الصفةِ المذمومة ، وأن يَمُنَّ عليَّ بالتوفيقِ
والسّداد ، وأن يباركَ لي في وقتي ، وأن يرزُقَني حسنَ تنظيمِه ، وألا
يكِلَني إلى نفسي طرْفَةَ عَيْنٍ أبدا .. آمين .
إِذا لم يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللهِ للفَتىٰ
فَأَوَّلُ ما يَجنِي عَليْهِ اجتِهادُهُ
فَأَوَّلُ ما يَجنِي عَليْهِ اجتِهادُهُ
2-اليقينُ بأنَّنا مسئولونَ عن حيواتِنا غَدًا وأنَّها رأسُ مالِنا الحقيقِي :
فذلكَ يدفعُ إلى حسنِ استغلالِ الحياةِ فيما يُرضِي اللهَ تعالىٰ وفيما يُفيد ، قال صلى الله عليه وسلم : « لا
تزولُ قَدَما عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتّى يُسأَلَ عن عُمرِهِ فِيمَ أفناهُ
، وعن عِلمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ ، وعن مالِهِ مِن أَيْنَ اكْتَسَبَهُ
وفِيمَ أَنفقَهُ ، وعن جِسمِهِ فيمَ أَبلاهُ » [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] ، فضياعُ الحياةِ هو الخسرانُ المبين ، قال تعالىٰ : { إِنَّ
الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)} [ الزمر ] .
تزولُ قَدَما عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتّى يُسأَلَ عن عُمرِهِ فِيمَ أفناهُ
، وعن عِلمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ ، وعن مالِهِ مِن أَيْنَ اكْتَسَبَهُ
وفِيمَ أَنفقَهُ ، وعن جِسمِهِ فيمَ أَبلاهُ » [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] ، فضياعُ الحياةِ هو الخسرانُ المبين ، قال تعالىٰ : { إِنَّ
الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)} [ الزمر ] .
3-تنظيمُ الوقتِ ومُحاسبةُ النّفس :
فكلُّ
ما حولَنا يسيرُ وِفقَ نظامٍ محدّد ، والعباداتُ التي شرعَها اللهُ تعالىٰ
لنا تُؤَدَّىٰ بشكلٍ منظَّمٍ لا فوضويّةَ فيه ، فإذا نظَّمَ المسلِمُ
وقتَهُ وحاسبَ نفسَهُ على ذلكَ بورِكَ لهُ فيهِ بإذنِ اللهِ تعالىٰ ،
وزادَ نشاطُهُ وعَلَتْ هِمَّتُه .
ما حولَنا يسيرُ وِفقَ نظامٍ محدّد ، والعباداتُ التي شرعَها اللهُ تعالىٰ
لنا تُؤَدَّىٰ بشكلٍ منظَّمٍ لا فوضويّةَ فيه ، فإذا نظَّمَ المسلِمُ
وقتَهُ وحاسبَ نفسَهُ على ذلكَ بورِكَ لهُ فيهِ بإذنِ اللهِ تعالىٰ ،
وزادَ نشاطُهُ وعَلَتْ هِمَّتُه .
4-تحديدُ الأهداف :
لأنّ
وضوحَ الأهدافِ وتحدِيدَها يجعلُ الإنسانَ يسيرُ في حياتِهِ بخطـًى
مُتّزنة ، وإليكُم بعضَ النقاطِ التي تُساعِدُ على تحديدِ الأهداف :
وضوحَ الأهدافِ وتحدِيدَها يجعلُ الإنسانَ يسيرُ في حياتِهِ بخطـًى
مُتّزنة ، وإليكُم بعضَ النقاطِ التي تُساعِدُ على تحديدِ الأهداف :
أ) تربيةُ النّفسِ على عدمِ القيامِ بأعمالٍ لا هدفَ لها .
ب) مشروعيّةُ الهدفِ وجوازُ سعيِ المسلِمِ في تحقيقِه .
ج) تناسُبُ الأهدافِ مع الإمكانيّاتِ والقدرات .
د) مُلاءَمةُ الأهدافِ للاحتياجاتِ والأولويّات .
هـ) مُناسَبةُ الهدفِ للزمنِ المُقَدَّرِ للإنجاز .
5-وضعُ خُطَّةٍ لتحقيقِ الأهداف :
حيث
لابدّ من وجودِ خُطَّةٍ عمليّةٍ للوصولِ إلى الهدف ، فالجادُّ لديهِ هدفٌ
محدّدٌ وخُطَّةٌ مدروسة ، أما الفوضويُّ فلا هدفَ لهُ أصلاً ليضعَ لهُ
خُطَّة .
لابدّ من وجودِ خُطَّةٍ عمليّةٍ للوصولِ إلى الهدف ، فالجادُّ لديهِ هدفٌ
محدّدٌ وخُطَّةٌ مدروسة ، أما الفوضويُّ فلا هدفَ لهُ أصلاً ليضعَ لهُ
خُطَّة .
6-الحِرصُ على التّنظيمِ والتّخطيطِ وعدمِ الاستعجال :
فالتّأنّي والنّظَرُ في العواقِبِ أدعىٰ إلى أن تكونَ النّتائجُ إيجابيّةً سليمة ، قال الشاعر :
فرَيْثُ المثابِرِ أَمْضَىٰ خُطـًى
وأبلَغُ من قَفَزاتِ الصَّخَبْ
وكانت أناةُ الفتىٰ في التَّقَدُّمِ
أهدىٰ وأجدىٰ لِنَيْلِ الأَرَبْ
يُصِيبُ الخَسارَ ويَجنِي النَّصَبْ
7-إداركُ العواقِبِ المُتَرَتِّبَةِ على الفوضويّة :
فالعاقلُ
يعتبِرُ بغيرِه ، ومن رأى الفوضويَّ يتخبّطُ ويُهدِرُ عُمرَه ، دَلَّهُ
ذلكَ على أنّ التلبُّسَ بهذا الدَّاءِ ذريعةٌ إلى الفشلِ والانحراف ،
عِندَها يقتَنِعُ أنّ سبيلَ الفلاحِ والنَجاحِ هو الفرارُ من هذا المرض ،
وتلَمُّسُ سبيلِ التنظيمِ والمنهجيّةِ والترتيبِ في كُلِّ شُئونِ حياتِه ،
واستغلالِ كُلِّ لحظَةٍ من لحظاتِ العُمرِ فيما هو مفيد .
يعتبِرُ بغيرِه ، ومن رأى الفوضويَّ يتخبّطُ ويُهدِرُ عُمرَه ، دَلَّهُ
ذلكَ على أنّ التلبُّسَ بهذا الدَّاءِ ذريعةٌ إلى الفشلِ والانحراف ،
عِندَها يقتَنِعُ أنّ سبيلَ الفلاحِ والنَجاحِ هو الفرارُ من هذا المرض ،
وتلَمُّسُ سبيلِ التنظيمِ والمنهجيّةِ والترتيبِ في كُلِّ شُئونِ حياتِه ،
واستغلالِ كُلِّ لحظَةٍ من لحظاتِ العُمرِ فيما هو مفيد .
8-التَّخَلُّصُ من صُحْبَةِ الفوضويّينَ والاتجاهُ إلى الصحبةِ الطيّبة :
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « الرَّجُلُ على دينِ خليلِهِ ، فلينظُرْ أحَدُكُم من يُخالِل
» [ رواه أبوداود والترمذي وحسنه الألباني ] ، ومصاحبةُ الفوضويِّ تُعْدِي
كما يُعْدِي الصحيحَ الأجربُ ، وقد قيل قديمًا : ( اصحب من يدُلُّكَ على
اللهِ حالُه ، ومن يُعَرِّفُكَ باللهِ مقالُه ) .
» [ رواه أبوداود والترمذي وحسنه الألباني ] ، ومصاحبةُ الفوضويِّ تُعْدِي
كما يُعْدِي الصحيحَ الأجربُ ، وقد قيل قديمًا : ( اصحب من يدُلُّكَ على
اللهِ حالُه ، ومن يُعَرِّفُكَ باللهِ مقالُه ) .
9-الحرصُ على المشورَةِ وعدم الانفراد بالرَّأْي :
فالاستشارَةُ
قُوَّةٌ لمن استشار ، تمْنَعُهُ من الزَّلَلِ وتهديِهِ إلى الصّوابِ
وتَدُلُّهُ على النّافِعِ المفيدِ وتسلُكُ بِهِ إلى طريقِ النَّجاحِ -
بإذنِ اللهِ تعالىٰ - ، فلا تَعُوقُهُ العَوائِقُ ولا تُحْبِطُهُ
العَثَرات ، ولا تَضِيعُ مِنْهُ لحظَةٌ بغيرِ عملٍ نافعٍ أو ثمرةٍ حُلوة ،
وقديمًا قيل : ( ما خابَ من استَخار ، وما نَدِمَ من استَشار ) .
قُوَّةٌ لمن استشار ، تمْنَعُهُ من الزَّلَلِ وتهديِهِ إلى الصّوابِ
وتَدُلُّهُ على النّافِعِ المفيدِ وتسلُكُ بِهِ إلى طريقِ النَّجاحِ -
بإذنِ اللهِ تعالىٰ - ، فلا تَعُوقُهُ العَوائِقُ ولا تُحْبِطُهُ
العَثَرات ، ولا تَضِيعُ مِنْهُ لحظَةٌ بغيرِ عملٍ نافعٍ أو ثمرةٍ حُلوة ،
وقديمًا قيل : ( ما خابَ من استَخار ، وما نَدِمَ من استَشار ) .
·ملحوظة : ما خَابَ من استَخارَ ولا نَدِمَ من استَشارَ ولا عَالَ من اقْتَصَد .. حديث موضوع .
الخاتِمَة :
إخوتي
، تلكَ بعضُ سُبُلِ العِلاجِ أو بعضُ الحلولِ العامَّةِ التي أُدْرِجَتْ ،
بعدَ بيانِ أهمِّ المظاهِرِ والآثارِ والأسباب ، ولْنَعْلَمْ أَنَّ
أَهَمَّ وسائلِ علاجِ الفوضويّةِ هو تلافي أسبابُها واتخاذُ سُبُلِ
الوقايَةِ منها ابتداءً .
، تلكَ بعضُ سُبُلِ العِلاجِ أو بعضُ الحلولِ العامَّةِ التي أُدْرِجَتْ ،
بعدَ بيانِ أهمِّ المظاهِرِ والآثارِ والأسباب ، ولْنَعْلَمْ أَنَّ
أَهَمَّ وسائلِ علاجِ الفوضويّةِ هو تلافي أسبابُها واتخاذُ سُبُلِ
الوقايَةِ منها ابتداءً .
اللهَ العليَّ القديرَ أن يجعَلَهُ زادًا إلى حُسْنِ المصيرِ إليه ،
وعَتادًا إلى يُمْنِ القدومِ عليه ، إنه بكلِّ جميلٍ كفيل ، هُوَ حَسْبُنا
ونِعْمَ الوكيل
[size=25]وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
[size=12]ــــــــــــــــ
أحبكم فى الله
أح ـمـد
[/size]
[size=12]ــــــــــــــــ
أحبكم فى الله
أح ـمـد
[/size]
[/size]