توتانت:::::كذا ميزا ::::::

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بكـ يازائر في منتديات توتانت:::::كذا ميزا ::::::


    Eusa Wall {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]}

    بنت مصر
    بنت مصر
    مشرفة منتدى الحب والرومانسية
    مشرفة منتدى الحب والرومانسية


    عدد المساهمات : 460
    المزاج : الكابتشينو والنت

    Eusa Wall  {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]} Empty Eusa Wall {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]}

    مُساهمة من طرف بنت مصر الجمعة 25 ديسمبر - 11:16

    Eusa Wall  {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]} Post-6040-1201360600

    إِنَّ الحمدَ لله ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُه ، ونَعُوذُ
    باللهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنا وسَيِّئَاتِ أَعمالِنا ، مَن يهْدِهِ اللهُ
    فلا مُضِلَّ لَه ، ومن يُضلِلْ فلا هادِيَ لَه ، وأَشْهَدُ أنْ لا إلـٰـهَ
    إِلا الله ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَه ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
    ورَسُولُه .

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)} [آل عمران]
    {يَا
    أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
    وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
    كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
    وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
    (1)} [النساء]

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)} [الأحزاب]
    Eusa Wall  {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]} K2dio0jqw4or2mhm5op3

    أَمَّا بَعْد ،


    فإِنَّ أَصْدَقَ الحديثِ كتابُ الله ،
    وأَحْسَنَ الهدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلىٰ اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم ،
    وشرَّ الأمورِ مُحْدَثاتُها ، وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة ،
    وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَة ، وكُلَّ ضَلالَةٍ في النَّار .


    ثُمَّ أَمَّا بَعْد ..

    فإن المسلمَ العاقلَ يُدرِكُ بما أعطاهُ اللهُ من عقل ،

    وبما أودع فيه من فطرة ،

    أن الله تبارك وتعالى لم يخلق الحياة عبثًا ،

    ولم يوجِد الإنسانَ هملاً ،

    قال تعالى :

    { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115) }

    [المؤمنون] ؛

    وأن الله تبارك وتعالى بنىٰ الكونَ كلَّهُ على نظامٍ دقيقٍ مذهل ، لا مكان فيه للفوضىٰ والاضطراب ،

    قال تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1)الَّذِي
    لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ
    يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ
    تَقْدِيرًا
    (2) } [الفرقان] .


    والمسلمُ
    الذي يُدرِكُ هذِهِ الحقائقَ لابدَُّ أن يجعلَ لكُلِّ وقتٍ من حياتِهِ
    هدفًا ، ولكل عملٍ غاية ، وأن يُبرمِجَ حياتَه كُلَّها على هذا الأساس ،
    فلا وقت لديه باقٍ في دائرةِ الفراغ ، وهذه سمةُ المسلمِ الجادِّ في
    حياتِه ، المنظِّمِ لها ، المدرِكِ لهدفِه وغايتِه .


    أما
    الإنسانُ الفوضويُّ الذي لا يحسنُ في أمورِهِ كلِّها ، ويضيّعُ واجباتِه ،
    ويفرّط في كل شيء ، ويُهدِر طاقاتِهِ وعمرَه ، فلابد أن تضطربَ حياتُه ،
    ويخفقَ في تحقيقِ أهدافِهِ ، ويُصابَ بالإحباطِ واليأسِ والتوترِ والقلقِ
    حين يرى الآخرينَ من حولِهِ قد قطعوا أشواطًا بعيدةً في الحياة ، وهو ما
    زال يُراوحُ في مكانِه .

    فتعالَوْا معي -إخوتي- لنقف على حقيقةِ هذهِ الصفةِ المذمومة -الفَوْضَوِيَّة- ، ومظاهِرِها وأسبابِها ، وكيفيّةِ التخلصِ منها .

    Eusa Wall  {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]} K2dio0jqw4or2mhm5op3

    أولاً : ماذا تعني الفوضويّة ؟ :-

    الفَوْضَوِيَّةُ
    : هي اختلاطُ الأمورِ بعضُها ببعض ، والنظرُ إليها على أنها بدرجةٍ واحدةٍ
    من حيث الأهميّة والفائدة ، وهي أيضًا العبثُ وإهدارُ الطاقاتِ وبعثرةُ
    الجهود .

    الفَوْضَوِيُّ
    : هو الشخصُ الذي لا هدفَ له محدّد ، ولا عملَ له مُتقن ، ويبدأ في هذا
    العمل ثم يتركه ، ويَشرَعُ في هذا الأمرِ ولا يُتِمُّه ، ويسيرُ في هذا
    الطريقِ ثم يتحوّلُ عنها .

    Eusa Wall  {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]} K2dio0jqw4or2mhm5op3

    ثانيًا : مظاهِرُ الفوضويّة :-

    للفوضويّةُِ
    في حياتِنا مظاهرُ عديدة ، فلا يكاد جانبٌ من جوانبِ حياتِنا يخلو من
    مظاهرِ الفوضوية ، وإليكم نماذج من تلك المظاهر :

    1- الفوضويّةُ في طلبِ العلم :

    فالفوضويُّ
    يقرأُ كلَّ ما يقع في يدِهِ من غثٍّ وسمين ، ويضيّعُ الساعاتِ في طلب علمٍ
    لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة ، ويأخذُ العلمَ عن غير أهلِه ، ويفتي
    على الله تعالىٰ بغيرِ علم ، ويتتبَّعُ الرخصَ بين المذاهب ، ومن سماتِهِ
    العشوائيّةُ في تعلم العلم ، فيُقَدّم ما حقه التأخير ويُؤَخّر ما حقه
    التقديم .

    2- الفوضويّةُ في القيامِ بالعبادات :

    فالفوضويُّ
    يؤخّر الصّلوات عن وقتِها ، ويؤديها ببرودٍ وكسل ، لا خشوع فيها ولا سكينة
    ، فالصلاة عنده مجرّدُ عادةٍ يوميّة ، وهكذا في سائِرِ العبادات .

    3- الفوضويّةُ في التعامل مع الوقت :

    حيث
    يضيّعُ الفوضويُّ الساعاتِ الطوالَ في غير عملٍ نافع ، ويعطي الأعمالَ
    البسيطةَ فوق ما تستحقُّ من الجهد والوقت ، وتتزاحمُ عليه الأعمالُ في
    الوقتِ الواحد ، ويقتل الوقتَ في أمور تافهة لا قيمةَ لها ، كما أن ساعاتِ
    يومِهِ وليلِهِ تمضي بلا تخطيطٍ ولا تنظيم .

    4- الفوضويّةُ في العلاقات الاجتماعية :

    فالفوضويُّ
    لا يحسنُ اختيارَ أصدقائِهِ ولا يجيد انتقاءَهُم ، فتَراهُ يصاحب الصّالحَ
    والطالح ، والحسنَ والسيء ، ويتكلّمُ فيما لا يعنيه ، ويتدخّلُ في شئون
    الآخرين .

    Eusa Wall  {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]} K2dio0jqw4or2mhm5op3

    ثالثًا : أسبابُ الفوضويّة :-
    للفوضويّةِ في حياتِنا أسبابٌ عدة ، منها :

    1-التهاونُ في استغلالِ الوقتِ وتضييعُهُ في توافِهِ الأمور :
    فليس أرخصَ من الأوقاتِ في حياةِ الفوضويّين .

    2-انعدامُ فقهِ الأولويّات :
    فالفوضويُّ يشتغل بالكمالياتِ عن الضروريّات ، وبالثّانويّاتِ عن الكليّات ، ولا يُفَرِّقُ بين الأهمِّ والأقلِّ أهمية .
    ·فائدة :
    إنَّ
    عدمَ إدراكِ فقهِ الأولويّاتِ يجعلُ المرءَ في حيرةٍ من أمرِه ، حيث
    تتزاحمُ أمامَهُ مجموعةٌ من المصالِحِ والأهدافِ يصعب القيامُ بها جميعَها
    ، فيُقدّمُ هذا ويُؤخّرُ ذاك دون ضابطٍ أو قيد ، ومن ثَمَّ تنشأُ مجموعةٌ
    من المشكلاتِ ينوءُ بحَمْلِها ، من أعظمِها الفوضويّة ، بسبب تقديم
    المهمِّ على الأهم .

    3-عدمُ وضوحُ الهدف :
    حيث
    يسيرُ في الحياةِ دون هدفٍ واضحٍ محدّد ، فخطواتُهُ غيرُ مدروسة ،
    وتحرُّكاتُهُ غيرُ معلومةِ الهدف ، وأعمالُهُ ردودُ أفعال ، فهو لا يعرفُ
    لماذا يسير ، ولا كيف يسير ، والجهلُ بهذين الأمرينِ مصيبة ، قال الشاعر :
    إن كنتَ لا تدري فتلكَ مصيبةٌ
    وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ


    4-تنفيذُ الأعمالِ بصورةٍ ارتجاليةٍ بدونِ تخطيطٍ مسبق :
    إذ بدونِ التخطيطِ يسيرُ الإنسانُ في ظلامٍ لا تُعرَفُ نهايَتُه ، ويكون نصيبُهُ الاضطرابُ والفشل .

    5-عدم ترتيبِ الأعمالِ عند تنفيذِها :
    فلا تُنْجَزُ بترتيبٍ منطقِيٍّ منظم .

    6-وجودُ الإنسانِ في وسطٍ فوضوِي :
    فقد ينشأُ الإنسانُ في أسرةٍ فوضويّةٍ لا تراعي للوقت حرمة ، وقد يبتَلَىٰ بصُحبَةٍ سيّئَةٍ دأبُها وديدَنُها تضييعُ الأوقات .

    7-الذنوب والمعاصي :
    وهذا
    سببٌ عام ، يشملُ كلَّ ما مضىٰ ، حيث إنَّ العبدَ إذا أعرضَ عن اللهِ
    تعالىٰ واشتغلَ بالذنوبِ والمعاصي ، ضاعَ عليْهِ عُمرُهُ كُلُّه ، وذهبت
    حياتُهُ باطلا ، قال تعالى : {
    وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) } [ الزخرف ] .

    Eusa Wall  {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]} K2dio0jqw4or2mhm5op3

    رابعًا : آثارُ الفوضويّة :-
    للفوضويّةِ آثارٌ مُهلِكَة ، وعواقِبَ خطيرة ، منها :

    1-ضياعُ العمرِ بلا فائدة :
    وهذا هو الغبنُ الذي نَبَّهَ عليه المصطفىٰ صلى الله عليه وسلم في قولِهِ : « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » [ رواه البخاري ] .

    2-الحسرةُ والنّدامة :
    قال تعالىٰ : { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) } [ الزمر ] ، ويتمنّى العودةَ إلى الدنيا ليتدارَكَ أمرَهُ ويُصلِحَ ما أفسدَه ، قال تعالىٰ : { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } [ المؤمنون ] ، ولكن دونَ جدوىٰ فقد انتهىٰ وقتُ العمل .

    3-التَّشَتُّتُ الذِّهنيُّ والقلقُ والاضطِرابُ النّفسِي :
    ذلك
    أنَّ الفوضويَّ ليست لديه القدرةُ على اتخاذِ قرارٍ صحيحٍ لحلِّ المشكلاتِ
    التي تواجِهُه ، كما أنَّهُ ينسىٰ نفسَهُ من التّزكيةِ أو يُزَكّيها بما
    لا يُشبِعُها ولا يَشفيِها ، فيَمرَضُ قلبُهُ أو يموت ؛ الله المستعان .

    4-فقدانُ الحِكْمَةِ في التعامُلِ مع الأمور :
    فالفوضويُّ
    آنِيُّ التفكيرِ موسِمِيُّ العمل ، لا يُحدّدُ أهدافَهُ ولا يُنظّمُ
    وقتَهُ ، ينظُرُ إلى الأمورِ نظرةً سطحِيّة ، ويقِفُ عندَ ظواهِرِ
    الأحداثِ دون النّظَرِ في أسبابِها وآثارِها ونتائِجِها ، فيتّخِذُ
    قراراتٍ لا تتّفِقُ مع طبيعةِ الحدثِ ولا تُناسِبُه ، وهذا خلافُ الحكمة ،
    فالحِكْمَةُ هيَ : وضعُ كُلِّ شيْءٍ في موضِعِهِ الصحيح .

    Eusa Wall  {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]} K2dio0jqw4or2mhm5op3

    [right]خامسًا : علاجُ الفوضويّة :-
    تبيَّنَ
    لنا إخوتي أنَّ الفوضويّةَ مرضٌ خطير ، أو صفةٌ مذمومة ، إذ هي طريقٌ
    مختصرةٌ إلى الفشلِ والسقوطِ والضّياعِ عياذًا باللهِ تباركَ وتعالىٰ ،
    ومن هنا تعيَّنَ علينا ذكرُ بعضِ طُرُقِ العلاج ، ومنها :

    1-اللجوءُ إلى اللهِ تعالىٰ والاستعانةُ به :
    أدعو
    اللهَ أن يخلّصَني من هذه الصفةِ المذمومة ، وأن يَمُنَّ عليَّ بالتوفيقِ
    والسّداد ، وأن يباركَ لي في وقتي ، وأن يرزُقَني حسنَ تنظيمِه ، وألا
    يكِلَني إلى نفسي طرْفَةَ عَيْنٍ أبدا .. آمين .
    إِذا لم يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللهِ للفَتىٰ
    فَأَوَّلُ ما يَجنِي عَليْهِ اجتِهادُهُ


    2-اليقينُ بأنَّنا مسئولونَ عن حيواتِنا غَدًا وأنَّها رأسُ مالِنا الحقيقِي :
    فذلكَ يدفعُ إلى حسنِ استغلالِ الحياةِ فيما يُرضِي اللهَ تعالىٰ وفيما يُفيد ، قال صلى الله عليه وسلم : « لا
    تزولُ قَدَما عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتّى يُسأَلَ عن عُمرِهِ فِيمَ أفناهُ
    ، وعن عِلمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ ، وعن مالِهِ مِن أَيْنَ اكْتَسَبَهُ
    وفِيمَ أَنفقَهُ ، وعن جِسمِهِ فيمَ أَبلاهُ
    » [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] ، فضياعُ الحياةِ هو الخسرانُ المبين ، قال تعالىٰ : { إِنَّ
    الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ
    الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
    (15)} [ الزمر ] .

    3-تنظيمُ الوقتِ ومُحاسبةُ النّفس :
    فكلُّ
    ما حولَنا يسيرُ وِفقَ نظامٍ محدّد ، والعباداتُ التي شرعَها اللهُ تعالىٰ
    لنا تُؤَدَّىٰ بشكلٍ منظَّمٍ لا فوضويّةَ فيه ، فإذا نظَّمَ المسلِمُ
    وقتَهُ وحاسبَ نفسَهُ على ذلكَ بورِكَ لهُ فيهِ بإذنِ اللهِ تعالىٰ ،
    وزادَ نشاطُهُ وعَلَتْ هِمَّتُه .

    4-تحديدُ الأهداف :
    لأنّ
    وضوحَ الأهدافِ وتحدِيدَها يجعلُ الإنسانَ يسيرُ في حياتِهِ بخطـًى
    مُتّزنة ، وإليكُم بعضَ النقاطِ التي تُساعِدُ على تحديدِ الأهداف :
    أ) تربيةُ النّفسِ على عدمِ القيامِ بأعمالٍ لا هدفَ لها .
    ب) مشروعيّةُ الهدفِ وجوازُ سعيِ المسلِمِ في تحقيقِه .
    ج) تناسُبُ الأهدافِ مع الإمكانيّاتِ والقدرات .
    د) مُلاءَمةُ الأهدافِ للاحتياجاتِ والأولويّات .
    هـ) مُناسَبةُ الهدفِ للزمنِ المُقَدَّرِ للإنجاز .

    5-وضعُ خُطَّةٍ لتحقيقِ الأهداف :
    حيث
    لابدّ من وجودِ خُطَّةٍ عمليّةٍ للوصولِ إلى الهدف ، فالجادُّ لديهِ هدفٌ
    محدّدٌ وخُطَّةٌ مدروسة ، أما الفوضويُّ فلا هدفَ لهُ أصلاً ليضعَ لهُ
    خُطَّة .

    6-الحِرصُ على التّنظيمِ والتّخطيطِ وعدمِ الاستعجال :
    فالتّأنّي والنّظَرُ في العواقِبِ أدعىٰ إلى أن تكونَ النّتائجُ إيجابيّةً سليمة ، قال الشاعر :
    فرَيْثُ المثابِرِ أَمْضَىٰ خُطـًى
    وأبلَغُ من قَفَزاتِ الصَّخَبْ

    وكانت أناةُ الفتىٰ في التَّقَدُّمِ

    أهدىٰ وأجدىٰ لِنَيْلِ الأَرَبْ
    ومُسْتَعْجِلُ الشَّيْءِ قبلَ الأوانِ
    يُصِيبُ الخَسارَ ويَجنِي النَّصَبْ



    7-إداركُ العواقِبِ المُتَرَتِّبَةِ على الفوضويّة :
    فالعاقلُ
    يعتبِرُ بغيرِه ، ومن رأى الفوضويَّ يتخبّطُ ويُهدِرُ عُمرَه ، دَلَّهُ
    ذلكَ على أنّ التلبُّسَ بهذا الدَّاءِ ذريعةٌ إلى الفشلِ والانحراف ،
    عِندَها يقتَنِعُ أنّ سبيلَ الفلاحِ والنَجاحِ هو الفرارُ من هذا المرض ،
    وتلَمُّسُ سبيلِ التنظيمِ والمنهجيّةِ والترتيبِ في كُلِّ شُئونِ حياتِه ،
    واستغلالِ كُلِّ لحظَةٍ من لحظاتِ العُمرِ فيما هو مفيد .

    8-التَّخَلُّصُ من صُحْبَةِ الفوضويّينَ والاتجاهُ إلى الصحبةِ الطيّبة :
    فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « الرَّجُلُ على دينِ خليلِهِ ، فلينظُرْ أحَدُكُم من يُخالِل
    » [ رواه أبوداود والترمذي وحسنه الألباني ] ، ومصاحبةُ الفوضويِّ تُعْدِي
    كما يُعْدِي الصحيحَ الأجربُ ، وقد قيل قديمًا : ( اصحب من يدُلُّكَ على
    اللهِ حالُه ، ومن يُعَرِّفُكَ باللهِ مقالُه ) .

    9-الحرصُ على المشورَةِ وعدم الانفراد بالرَّأْي :
    فالاستشارَةُ
    قُوَّةٌ لمن استشار ، تمْنَعُهُ من الزَّلَلِ وتهديِهِ إلى الصّوابِ
    وتَدُلُّهُ على النّافِعِ المفيدِ وتسلُكُ بِهِ إلى طريقِ النَّجاحِ -
    بإذنِ اللهِ تعالىٰ - ، فلا تَعُوقُهُ العَوائِقُ ولا تُحْبِطُهُ
    العَثَرات ، ولا تَضِيعُ مِنْهُ لحظَةٌ بغيرِ عملٍ نافعٍ أو ثمرةٍ حُلوة ،
    وقديمًا قيل : ( ما خابَ من استَخار ، وما نَدِمَ من استَشار ) .

    ·ملحوظة : ما خَابَ من استَخارَ ولا نَدِمَ من استَشارَ ولا عَالَ من اقْتَصَد .. حديث موضوع .

    Eusa Wall  {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]} K2dio0jqw4or2mhm5op3

    الخاتِمَة :
    إخوتي
    ، تلكَ بعضُ سُبُلِ العِلاجِ أو بعضُ الحلولِ العامَّةِ التي أُدْرِجَتْ ،
    بعدَ بيانِ أهمِّ المظاهِرِ والآثارِ والأسباب ، ولْنَعْلَمْ أَنَّ
    أَهَمَّ وسائلِ علاجِ الفوضويّةِ هو تلافي أسبابُها واتخاذُ سُبُلِ
    الوقايَةِ منها ابتداءً .


    أسالُ
    اللهَ العليَّ القديرَ أن يجعَلَهُ زادًا إلى حُسْنِ المصيرِ إليه ،
    وعَتادًا إلى يُمْنِ القدومِ عليه ، إنه بكلِّ جميلٍ كفيل ، هُوَ حَسْبُنا
    ونِعْمَ الوكيل

    [size=25]وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

    [size=12]ــــــــــــــــ
    أحبكم فى الله
    أح ـمـد
    Eusa Wall  {[> حتىّ لا نَكون " فَوْضَّـوْيّـيـنْ " <]} Eh_s%2817%29

    [/size]

    [/right]
    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر - 10:25