السجون في الماضي كانت مقابر للأحياء يذوقون فيها كل أنواع العقاب وفنون العذاب وكان السجين يخرج منها أكثر وحشية وميلا للانتقام من الجميع ، أما الآن فقد شهدت السجون المصرية تطورا كبيرا فى مختلف المجالات وأصبحت تراعي آدمية السجناء وتعمل علي تأهيلهم للاندماج في المجتمع بعد انتهاء فترة العقوبة وتفتح لهم أبواب الحياة علي مصراعيها حتي يستطيعون استئناف حياتهم من جديد.وفي تأكيد جديد على سعيه لمزيد من التطوير في هذا الصدد ، قرر السيد حبيب العادلي وزير الداخلية المصري زيادة الميزانية المخصصة للصرف على أجور المسجونين الذين يعملون بالمرافق والورش والمشروعات الإنتاجية المختلفة إلى 8 ملايين و697 ألف جنيه وذلك إيمانا منه بضرورة الاهتمام بحقوق المسجونين ومعيشتهم وتطوير مجالات العمل بقطاع مصلحة السجون.
صرح بذلك اللواء عاطف شريف مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون وقال إن قرار وزير الداخلية يعكس مدى اهتمام الوزارة بالمراجعة الشاملة والتعديل المستمر بصفة دورية لمواكبة الظروف والمستجدات الأمنية والمتغيرات الاقتصادية ، بالإضافة إلى التوسع في برامج التأهيل المهنى وإقامة المشروعات الإنتاجية المختلفة لقطاع السجون .
وأوضح اللواء شريف أن إجمالى عدد المسجونين المصنعين يبلغ 5 آلاف و905 سجناء يتم صرف أجورهم وفقا لنظامين أساسيين ، فالأول للمسجونين الذين يعملون بكافة المرافق والمتنزهات والحرف اليدوية الأخرى ، أما الثانى فيشمل المسجونين من العمالة المهرة الذين يعملون بالمشروعات الإنتاجية التابعة لصندوق التصنيع والإنتاج بالسجون حيث يتقاضون أجورا ومكافآت مميزة ترتبط بالإنتاج وفقا للوائح الصندوق وتتعدى أجورهم فى بعض الأحيان 750 جنيها شهريا.
وكشف أيضا أنه سيتم خلال العام الجارى افتتاح عدد من المشروعات الإنتاجية داخل القطاع ، تتضمن إفتتاح مركز تأهيل المسجونين بمنطقة سجون "أبى زعبل" لإنتاج السجاد اليدوى وتجهيزه ب37 نولا ، وتوسعات جديدة بمصنع الأحذية بليمان أبى زعبل .
الداخلية توزع المساعدات على أسر السجناءوأضاف اللواء شريف أنه سيتم كذلك افتتاح مصنع الملابس الجديد بسجن القناطر للرجال وتجديدات بمصنع الأثاث الخشبى بالقناطر ومزرعة الدواجن بمنطقة سجون طره "ب" بطاقة 420 ألف دجاجة سنويا ، بالإضافة إلى البدء فى تنفيذ مجزر نصف آلى بمنطقة سجون وادى النطرون بطاقة ألف طائر فى الساعة ، ومصنع لإنتاج المياه الطبيعية بوادى النطرون بطاقة 10 مليون زجاجة سنويا ، وهي المنطقة التى أثبتت تحاليل وزارة الصحة أنها من أفضل مناطق المياه الطبيعية فى العالم.
وفى رده على سؤال حول الجهود التى تتخذها وزارة الداخلية لمواجهة ادعاءات التعذيب داخل السجون ، شدد اللواء شريف على أن الوزارة لا تتستر على أى مخالفات وتبادر بمحاسبة المخطئين والمقصرين طالما ثبت فى حق أى منهم أى خطأ أو تقصير.
وأشار الى أن إدارات السجون تحرص على معاملة المسجون إنطلاقا من كونه شخصا فى أزمة يحتاج إلى معاملة خاصة ولا توجد أى مبررات للتعدى عليه سواء معنويا أو ماديا ، موضحا أنه يخضع لمجموعة من برامج التأهيل التى تساعده على العودة إلى المجتمع كمواطن صالح وفاعل .
وأكد مساعد وزير الداخلية أن جميع السجون والليمانات تخضع للتفتيش بصفة شهرية من قبل النيابات والتى ثبت من خلال تقاريرها التزام العاملين بالسجون المختلفة بنظم ولوائح حسن معاملة المسجونين والارتقاء بأوجه الرعاية المقدمة لهم.
وفيما يتعلق بأوجه الرعاية الاجتماعية الموجهه لأسر المسجونين المحتاجين ، قال اللواء شريف إن السنوات الأخيرة شهدت تعاظما كبيرا فى حجم المساعدات المالية المقدمة لأسر المسجونين المحتاجين والذين يتم تحديدهم بعد بحث حالاتهم بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى، مشيرا الى أن إجمالى القيمة المادية لتلك المساعدات بلغ خلال عام 2008 / 2009 34 مليونا و665 ألف جنيه .
الداخلية تحتفل مع السجناء بأعياد المسلمين والمسيحيينوأضاف أن دور السجون لا يقتصر فقط على معاملة المسجون داخل السجن ولكنها تتولى إخطار وزارة التضامن الاجتماعى بأسماء المحكوم عليهم قبل الإفراج عنهم بفترة كافية لإعدادهم للبيئة الخارجية بشكل يمكنهم من الانخراط فى المجتمع كأفراد صالحين وعدم العودة الى طريق الجريمة مرة أخرى .
وتابع شريف قائلا إن إدارات السجون تقوم كذلك بالتنسيق مع ادارة شرطة الرعاية اللاحقة بوزارة الداخلية لمتابعة المفرج عنهم ومساعدتهم فى الحصول على عمل ملائم وتقديم المعونات اللازمة لهم للتغلب على مشكلاتهم .
وأشار إلى أن جهود القطاع أسفرت بالتنسيق مع أجهزة وزارة التربية والتعليم فى إعفاء 7815 طالبا من أبناء 3728 سجينا وسجينة من المصروفات الدراسية للعام الدراسى 2008 / 2009 ، مراعاة لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية الصعبة .
وحول إذا ما كانت إصابات بمرض أنفلونزا الخنازير قد ظهرت داخل السجون والليمانات ، أكد اللواء شريف خلو جميع السجون والليمانات من أى حالات مصابة ، وذلك للإجراءات الوقائية الشديدة المتبعة داخل السجون والتأكيد الدائم على تطهير وتنظيف وتهوئة عنابر الإعاشة الخاصة بالمسجونين بشكل يومى ، بالإضافة إلى فحص الزائرين قبل دخولهم لزيارة ذويهم المسجونين.