توتانت:::::كذا ميزا ::::::

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بكـ يازائر في منتديات توتانت:::::كذا ميزا ::::::


    دموع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

    ahmedwebs
    ahmedwebs
    مشرف منتدى كمال الاجسام
    مشرف منتدى كمال الاجسام


    عدد المساهمات : 178

    دموع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم Empty دموع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف ahmedwebs الإثنين 25 يناير - 10:03

    بسم الله الرحمن الرحيم



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    دموع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم



    البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ، قال تعالى :
    { وأنه هو أضحك وأبكى } ( النجم : 43 ) ، فبه
    تحصل المواساة للمحزون ، والتسلية للمصاب ، والمتنفّس
    من هموم الحياة ومتاعبها .


    ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ، حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة،
    فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها
    فؤاده الطاهر .


    ودموع النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن سببها الحزن
    والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على
    الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية
    من الله سبحانه وتعالى .


    فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي صلى الله عليه وسلم
    شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما
    كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد
    فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ
    كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند
    غليانه - " رواه النسائي .


    وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول :
    " قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال :
    ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) ، فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل
    يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى
    فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة،
    فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من
    ذنبك وما تأخر ؟ فقال له : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) "
    رواه ابن حبّان .


    وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى
    لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي
    - صلى الله عليه وسلم - : ( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ،
    أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ، فقرأت سورة النساء
    حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا
    بك على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن )
    فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .


    كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد
    موته ، فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله
    - صلى الله عليه وسلم - في جنازة ، فجلس على شفير القبر أي طرفه،
    فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه
    ابن ماجة ، وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه
    على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون
    ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه.


    وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من
    عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول
    الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت
    العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ، ثم رفع يديه وقال :
    ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .


    وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن
    يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما
    جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " ولقد رأيتنا وما
    فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي
    ويبكي حتى أصبح ) رواه أحمد .


    وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه
    العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى


    قال تعالى : { ما كان
    لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض }


    ( الأنفال : 67 )
    حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.


    ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ،
    كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة
    بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق
    غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .


    فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال :
    ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا
    بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه.



    ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه بكى بكاءً
    شديداً حتى أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت)
    رواه مسلم .


    ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم
    يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر
    إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى
    فيها النبي – صلى الله عليه وسلم - الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ،
    وكان جوابه عن سرّ بكائه : ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله
    من عباده الرحماء ) رواه مسلم .


    ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد
    وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه
    الصلاة والسلام : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ،
    ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف
    من سيوف الله ) رواه البخاري .


    ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون
    مظهراً من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً
    على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا
    البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه
    الله تعالى.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر - 9:53