بسم الله الرحمن الرحيم
أنفلونزا الخنازير .. نظرة شرعية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فإن لله سبحانه سننا كونية لا تتبدل ولا تتغير ، يقدرها الله
سبحانه لحكم يعلمها هو عز وجل ، وقد يطلعها لعباده ، ومن هذه
السنن الكونية انتشار الأمراض بين الناس في مجتمعاتهم .
وفي عالمنا اليوم انتشرت كثير من الأمراض، أمراض لم نعهدها
، وبلايا لم نعرفها ، واستجدت أمراض مستعصية ، ولم يكن هذا
الأمر سهوا ، والقدر عبثا، بل إنها سنة ربانية أكدتها نصوص
القرآن والسنة ، قال تعالى:
"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"،
وثبت في سنن ابن ماجه
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا".
والإنسان لا يتمنى المرض والبلاء ولا يتعرض له ، بل يسأل الله العافية كما صح عند الترمذي من قوله صلى الله عليه وسلم:
"اسألوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يُعط بعد اليقين خيرا من العافية" .
لكن ماذا يفعل الإنسان إذا جاء المرض وانتشر ؟ لقد انتشر في هذه الأيام ما يسمى بمرض ( أنفلونزا الخنازير ) ،
فما هي نظرة المسلم تجاه هذا المرض؟؟؟؟ ،
لعلنا نلخص هذه النظرة بالنقاط التالية :
1- أن هذا المرض وغيره من الأمراض سنة كونية ربانية ،
فيها من الحكم ما لا يعلمها إلا الله سبحانه ، حيث تظهر قوة
الخالق القوي سبحانه وضعف المخلوق الضعيف الذي لا يملك
حولا ولا قوة ، والذي لا يستغني عن خالقه طرفة عين ، كما
يظهر المؤمن الصادق المؤمن بقضاء الله وقدره وتسليمه لأمره ،
من الغافل عن الإيمان بقضاء الله وقدره والتسليم المطلق لأمره .
ومن الحكم الظاهرة ما في المرض من تكفير للذنوب لمن صبر
واحتسب الأجر من الله سبحانه ، ففي الصحيحين عن ابن
مسعود – رضي الله عنه –
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
"ما من مسلم يصيبه أذى مرض فما سواه إلا حط الله له سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" .
وجاء في صحيح مسلم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دخل على أم السائب فقال:
"مالك
يا أم السائب تزفزفين؟" قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: "لا تسبي
الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد". وثبت في المسند أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم
– طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت له عائشة :
لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه، فقال: "إن الصالحين يشدد
عليهم، وإنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا
حطت به عنه خطيئة ورفع بها درجة".
كما أن أعظم حكمة من حكم تقدير المرض أنه سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ، في صحيح مسلم يقول الله تعالى:
"يا ابن آدم إذا أخذت كريمتيك (أي عينيك) واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة". وثبت في سنن ابن ماجه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عاد مريضا فقال: "أبشر فإن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة".
إن من يتأمل هذه النصوص زالت همومه، وانقشعت غمومه، وامتلأ قلبه رضا بما قدر الله . وهذا أعلى من مقام الصبر.
2- أنه لا يجوز الهلع والخوف من هذا المرض وغيره من
الأمراض ، فقد أصاب الناس في العالم خوف وهلع شديد ، وهذا
مما لا ينبغي أن يكون من مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فإن
المسلم بإيمانه القوي يعتقد جازما بأنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله
عليه ، كما قال سبحانه :
( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فلتوكل المؤمنون )
، والمؤمن يعلم يقينا أنه سيموت في يومه الذي قدره الله عليه ، ولا ينفعه
الخوف أو الهروب من الموت فإن الموت آتيه لا محالة ، قال سبحانه :
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) ،
وقال سبحانه :
( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) ، والواجب هو عدم الخوف من الموت بل الاستعداد له بالعمل الصالح ، حتى يفوز صاحبه يوم القيامة ، يقول سبحانه :
( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) .
3- أن
الواجب على المسلم بذل الأسباب للوقاية من هذا المرض ، وأعظم هذه الأسباب
التوكل على الله ، واليقين الجازم بأنه هو الشافي وحده سبحانه ، ولذلك نبه
النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى أن الشافي هو الله وحده ، كما ثبت في
سنن أبي داود عن ابن مسعود قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لاشفاء إلا شفاؤك شفاء لايغادر سقما " .
4- استعمال ما يتوفر من الأدوية النافعة ، فإن هذا من تمام التوكل
، ثبت في سنن أبي داود عن أسامة بن شريك قال : أتيت النبي
صلى الله عليه و سلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير فسلمت
ثم قعدت ، فجاء الأعراب من ههنا وههنا فقالوا : يا رسول الله
انتداوى ؟ فقال
" تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم " .
5-
من أهم طرق الوقاية من هذا المرض وغيره من الأمراض التحصن بالأذكار
الشرعية ، فعلى المسلم المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم ، ومن
أهمها ما ثبت في سنن الترمذي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
:
" ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع
اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، ثلاث مرات فيضره شيء
" .
وقراءة المعوذات ثلاث مرات ،
فقد ثبت في سنن أبي داود عن عبد الله بن خبيب أنه قال : خرجنا في ليلة مطر
وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي لنا ، فأدركناه
فقال : " أصليتم ؟ " فلم أقل شيئا فقال " قل " فلم أقل شيئا ثم قال " قل "
فلم أقل شيئا ثم قال " قل " فقلت : ما أقول يا رسول الله ؟ قال : " قل {
قل هو الله أحد } والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل
شىء " .
وقراءة آية الكرسي قبل النوم ، فقد جاء في حديث أبي هريرة في صحيح البخاري
" إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ
أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وَقَالَ : لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ
حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ " .
وقراءة خواتيم سورة البقرة قبل النوم ، ففي
الصحيحين عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ
مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " .
6- الإكثار من التوبة والاستغفار ، فإن الله سبحانه يقول :
( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) ،
ويقول سبحانه
:
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ
أَنْهَارًا (12) ،
وكلما أكثر المسلم من الاستغفار كان أقرب إلى ربه سبحانه ، وكان
أبعد من الأمراض والبلايا ، فلا بلاء إلا بذنب ، ولا يرتفع البلاء إلا بالتوبة والاستغفار .
7- الحرص على أعظم سلاح وهو الدعاء ،
فإن الله سبحانه يقول :
(
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) ،
وقال سبحانه :
(
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) ،
وصح في سنن البيهقي عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في دعائه : اللهم
إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والبخل والهرم ، والقسوة والغفلة
والعيلة ، والذلة والمسكنة ، وأعوذ بك من الفقر ، والكفر والفسوق ،
والشقاق والنفاق ، والسمعة والرياء ، وأعوذ بك من الصمم والبكم ، والجنون
والجذام والبرص ، وسيء الإسقام " .
فنسأل
الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنبنا الأمراض ويكفينا شرها ، وأن
يرزقنا الصحة والعافية والمعافاة في ديننا ودنيانا وأبداننا ومالنا
وأهلينا إنه سميع مجيب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين .
أنفلونزا الخنازير .. نظرة شرعية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فإن لله سبحانه سننا كونية لا تتبدل ولا تتغير ، يقدرها الله
سبحانه لحكم يعلمها هو عز وجل ، وقد يطلعها لعباده ، ومن هذه
السنن الكونية انتشار الأمراض بين الناس في مجتمعاتهم .
وفي عالمنا اليوم انتشرت كثير من الأمراض، أمراض لم نعهدها
، وبلايا لم نعرفها ، واستجدت أمراض مستعصية ، ولم يكن هذا
الأمر سهوا ، والقدر عبثا، بل إنها سنة ربانية أكدتها نصوص
القرآن والسنة ، قال تعالى:
"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"،
وثبت في سنن ابن ماجه
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا".
والإنسان لا يتمنى المرض والبلاء ولا يتعرض له ، بل يسأل الله العافية كما صح عند الترمذي من قوله صلى الله عليه وسلم:
"اسألوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يُعط بعد اليقين خيرا من العافية" .
لكن ماذا يفعل الإنسان إذا جاء المرض وانتشر ؟ لقد انتشر في هذه الأيام ما يسمى بمرض ( أنفلونزا الخنازير ) ،
فما هي نظرة المسلم تجاه هذا المرض؟؟؟؟ ،
لعلنا نلخص هذه النظرة بالنقاط التالية :
1- أن هذا المرض وغيره من الأمراض سنة كونية ربانية ،
فيها من الحكم ما لا يعلمها إلا الله سبحانه ، حيث تظهر قوة
الخالق القوي سبحانه وضعف المخلوق الضعيف الذي لا يملك
حولا ولا قوة ، والذي لا يستغني عن خالقه طرفة عين ، كما
يظهر المؤمن الصادق المؤمن بقضاء الله وقدره وتسليمه لأمره ،
من الغافل عن الإيمان بقضاء الله وقدره والتسليم المطلق لأمره .
ومن الحكم الظاهرة ما في المرض من تكفير للذنوب لمن صبر
واحتسب الأجر من الله سبحانه ، ففي الصحيحين عن ابن
مسعود – رضي الله عنه –
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
"ما من مسلم يصيبه أذى مرض فما سواه إلا حط الله له سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" .
وجاء في صحيح مسلم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دخل على أم السائب فقال:
"مالك
يا أم السائب تزفزفين؟" قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: "لا تسبي
الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد". وثبت في المسند أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم
– طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت له عائشة :
لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه، فقال: "إن الصالحين يشدد
عليهم، وإنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا
حطت به عنه خطيئة ورفع بها درجة".
كما أن أعظم حكمة من حكم تقدير المرض أنه سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ، في صحيح مسلم يقول الله تعالى:
"يا ابن آدم إذا أخذت كريمتيك (أي عينيك) واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة". وثبت في سنن ابن ماجه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عاد مريضا فقال: "أبشر فإن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة".
إن من يتأمل هذه النصوص زالت همومه، وانقشعت غمومه، وامتلأ قلبه رضا بما قدر الله . وهذا أعلى من مقام الصبر.
2- أنه لا يجوز الهلع والخوف من هذا المرض وغيره من
الأمراض ، فقد أصاب الناس في العالم خوف وهلع شديد ، وهذا
مما لا ينبغي أن يكون من مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فإن
المسلم بإيمانه القوي يعتقد جازما بأنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله
عليه ، كما قال سبحانه :
( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فلتوكل المؤمنون )
، والمؤمن يعلم يقينا أنه سيموت في يومه الذي قدره الله عليه ، ولا ينفعه
الخوف أو الهروب من الموت فإن الموت آتيه لا محالة ، قال سبحانه :
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) ،
وقال سبحانه :
( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) ، والواجب هو عدم الخوف من الموت بل الاستعداد له بالعمل الصالح ، حتى يفوز صاحبه يوم القيامة ، يقول سبحانه :
( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) .
3- أن
الواجب على المسلم بذل الأسباب للوقاية من هذا المرض ، وأعظم هذه الأسباب
التوكل على الله ، واليقين الجازم بأنه هو الشافي وحده سبحانه ، ولذلك نبه
النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى أن الشافي هو الله وحده ، كما ثبت في
سنن أبي داود عن ابن مسعود قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لاشفاء إلا شفاؤك شفاء لايغادر سقما " .
4- استعمال ما يتوفر من الأدوية النافعة ، فإن هذا من تمام التوكل
، ثبت في سنن أبي داود عن أسامة بن شريك قال : أتيت النبي
صلى الله عليه و سلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير فسلمت
ثم قعدت ، فجاء الأعراب من ههنا وههنا فقالوا : يا رسول الله
انتداوى ؟ فقال
" تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم " .
5-
من أهم طرق الوقاية من هذا المرض وغيره من الأمراض التحصن بالأذكار
الشرعية ، فعلى المسلم المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم ، ومن
أهمها ما ثبت في سنن الترمذي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
:
" ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع
اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، ثلاث مرات فيضره شيء
" .
وقراءة المعوذات ثلاث مرات ،
فقد ثبت في سنن أبي داود عن عبد الله بن خبيب أنه قال : خرجنا في ليلة مطر
وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي لنا ، فأدركناه
فقال : " أصليتم ؟ " فلم أقل شيئا فقال " قل " فلم أقل شيئا ثم قال " قل "
فلم أقل شيئا ثم قال " قل " فقلت : ما أقول يا رسول الله ؟ قال : " قل {
قل هو الله أحد } والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل
شىء " .
وقراءة آية الكرسي قبل النوم ، فقد جاء في حديث أبي هريرة في صحيح البخاري
" إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ
أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وَقَالَ : لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ
حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ " .
وقراءة خواتيم سورة البقرة قبل النوم ، ففي
الصحيحين عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ
مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " .
6- الإكثار من التوبة والاستغفار ، فإن الله سبحانه يقول :
( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) ،
ويقول سبحانه
:
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ
أَنْهَارًا (12) ،
وكلما أكثر المسلم من الاستغفار كان أقرب إلى ربه سبحانه ، وكان
أبعد من الأمراض والبلايا ، فلا بلاء إلا بذنب ، ولا يرتفع البلاء إلا بالتوبة والاستغفار .
7- الحرص على أعظم سلاح وهو الدعاء ،
فإن الله سبحانه يقول :
(
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) ،
وقال سبحانه :
(
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) ،
وصح في سنن البيهقي عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في دعائه : اللهم
إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والبخل والهرم ، والقسوة والغفلة
والعيلة ، والذلة والمسكنة ، وأعوذ بك من الفقر ، والكفر والفسوق ،
والشقاق والنفاق ، والسمعة والرياء ، وأعوذ بك من الصمم والبكم ، والجنون
والجذام والبرص ، وسيء الإسقام " .
فنسأل
الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنبنا الأمراض ويكفينا شرها ، وأن
يرزقنا الصحة والعافية والمعافاة في ديننا ودنيانا وأبداننا ومالنا
وأهلينا إنه سميع مجيب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين .