توتانت:::::كذا ميزا ::::::

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بكـ يازائر في منتديات توتانت:::::كذا ميزا ::::::


    افتراضي { السلطه }

    بنت مصر
    بنت مصر
    مشرفة منتدى الحب والرومانسية
    مشرفة منتدى الحب والرومانسية


    عدد المساهمات : 460
    المزاج : الكابتشينو والنت

    افتراضي  { السلطه } Empty افتراضي { السلطه }

    مُساهمة من طرف بنت مصر الجمعة 25 ديسمبر - 10:44

    السلطة مسؤولية
    ونعمة فطر الله الإنسان على حبها والسعي إليها،وهي كالمال، وسيلة لتحقيق
    المراد والأهداف، وليست غاية أو هدفاً بحد ذاتها، فإذا سعى الإنسان إليها
    حباً بالجاه فهو كالذي يسعى لجمع المال حباً بالمال، وسيحاسب عليها يوم
    الحساب، وإذا سعى إليها من أجل إقامة العدل بين الناس والاهتمام والعناية
    بشؤون الرعية، وحث الناس على العلم والأخلاق الحميدة وتطهير المجتمع من
    الرذيلة وإقامته على الخير والفضيلة، فستكون له نعمة وأجراً عند رب
    العالمين.


    وفي كل إنسان جزء
    من هذه النعمة. فإذا كان الحاكم أوسع الناس سلطة وله الأمر في شؤون
    الرعية، ومدير الشركة سلطاناً في شركته، ومدير المدرسة سلطاناً في مدرسته،
    ورب البيت راعياً في بيته، «كلكم راع، وكل راع مسؤول عن رعيته» كما يقول
    رسول الله (ص)، فعلى الراعي أن يتقي الله في رعيته فلا يكلفها بما لا
    تطيق. وقد ورد عن رسول الله (ص) أنه قال: «اللهم من وَلِي من أمر أمتي
    شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه. ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق
    به» وفي كل نعمة أنعمها الله علينا مسؤولية أمام الله، سيسألنا الله عنها
    يوم القيامة. والمسؤولية هي على قدر النعمة، فنعمة الصحة ونعمة الوقت
    خاصتان بالإنسان في شخصه وذاته، والسؤال عنهما يكون في حدود ذلك، أما نعمة
    الزوجة والذرية فهي تتعدى ذات الإنسان إلى مَنْ حوله في العائلة وأي ضرر
    يلحق بهذه النعمة فهو يصيب الخلية بكامل أعضائها، ولذلك كان الأمر القرآني
    واضحاً حيث يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ
    وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6] .
    أما نعمة العلم فهي أوسع من ذلك وأشمل، والمسؤولية فيها أمام الله ستكون
    عن ماذا عمل بعلمه وكيف علَّمه للناس، وهل كان يعمل على الاستزادة منه
    وتطويره وكيف أدى حقه؟ وكل إنسان أوتي من العلم نصيباً مسؤول عن هذا
    النصيب.


    ونعمة المال كذلك،
    فهي مسؤولية أمام الله، وسوف يسأل الله تعالى كل عبد من عباده عن هذا
    المال من أين اكتسبه وأين أنفقه، وقد سبق الحديث عن ذلك. وكل إنسان أوتي
    نصيباً من هذه النعمة أيضاً، قلَّ أو كثر، مسؤول أمام الله في حدود هذا
    النصيب، لا أكثر ولا أقل.


    وكذلك نعمة السلطة
    فإن المسؤولية فيها أمام الله ستكون في حدود السلطة التي أنعم الله بها
    على الإنسان، وقد أدرك حكام المسلمين هذه المسؤولية، فكان عمر بن الخطاب
    (ر) يقول: «لئن عثرت دابة في أرض العراق لخفت أن يسألني الله عنها يوم
    القيامة، لماذا لم تعبّد لها الطريق يا عمر؟».


    ويؤثر عنه قوله: «لو ماتت شاة بشط الفرات ضائعة لظننت أن الله سائلي عنها يوم القيامة».
    هكذا فهم الخلفاء المسلمون نعمة السلطة، وأنها مسؤولية أمام الله.
    ولكي تكون المسؤولية كاملة والنظام متماسكاً، فقد أوجب الله على المسلمين طاعة الحكام وطلب إليهم النصيحة.
    يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا
    الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
    الْأَمْرِ مِنكُمْ ? فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى
    اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
    الْآخِرِ ? ذَ?لِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59] . فطاعة
    الحاكم واجبة في كل ما لا يخالف شرع الله، وهذه الطاعة مستمدة من طاعة
    الله وطاعة رسوله. وقد ورد في الصحيحين: «السمع والطاعة حق ما لم يؤمر
    بالمعصية؛ فإذا أمر بمعصية؛ فلا سمع ولا طاعة»


    يروى أن الخليفة عمر بن الخطاب (ر) كان يقول: «لا إسلام من غير جماعة، ولا جماعة من غير أمير، ولا أمير من غير طاعة».

    فالسلطة ضرورة
    شرعية، تسن القوانين، وتضع الأعراف، وتوضح القيم، وتحدد ما هو عدل وما هو
    ظلم، ضمن الإطار الشرعي، وبما يخدم مصالح الناس. يرى علماء الاجتماع بأنه
    بقدر ما يزداد الناس صلاحاً واستقامة، تقل وتتضاءل الحاجة إلى الدولة.
    ومعلوم أن الخير هو الأصل في الطبيعة البشرية، وقد أرسل الله الأنبياء
    والرسل، وأنـزل الكتب السماوية لتقوية الوازع لفعل الخير والامتناع عن
    الشر، غير أن النقص يظل ملازماً لطبائع الناس مهما بلغوا من السمو، بما
    يفرض قدراً من السلطة لإقامة العدل. ولذلك كانت نظرة الإسلام إلى السلطة
    بأنها وظيفة خادمة للجماعة، وأداة من أدواتها لإقامة العدل تحت رقابة
    الجماعة.


    ومن واجبات الحاكم
    أن يحكم دائماً بما أنـزل الله، يقول تعالى: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا
    أَنْزَلَ اللَّهُ} [المائدة: 48] ، وفي آيـة أخرى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
    فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] ، و
    {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
    الْكَافِرُونَ} [المائدة:44] ، كما ورد في الحديث الشريف: «لا طاعة لمخلوق
    في معصية الله عز وجل»(375).


    ومن واجبات الحاكم
    أيضاً الأمر بالشورى في ما لا نص فيه، والشورى أصل من أصول الحكم في
    الإسلام، يـقـول تـعـالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: 159] ،
    كما سميت سورة في القرآن باسم «الشورى» وفيها: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى
    بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38] . والشورى هي رمز «لسلطة الأمة ونهوضها بأمانة
    الاستخلاف على أساس التعاون على الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن
    المنكر، والمشاركة الفردية والجماعية في أداء الأمانة في مستوى التشريع
    والتنفيذ». قال أبو هريرة (ر): «ما رأيت أحداً أكثر مشاورة لأصحابه من
    رسول الله (ص)».وإذا كان التشريع الأصلي، هو ما نـزل به الوحي من قرآن
    وسنة، وتفسير النصوص وإصدار الفتاوى من اختصاص العلماء، والأصل أن يكون
    الحاكم عالماً لدرجة الاجتهاد إن أمكن، فإن نفوذ الحاكم ينصب على الجانب
    التنفيذي. ولذلك فإن التكامل السليم بين العالم والحاكم هو قوام عدالة
    المجتمع الإسلامي، وتطوره وحضارته وبعده عن الظلم والاستبداد.

    يقول رسول الله (ص): «لتُنْقَضَنَّ
    عُرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة، تشبثت بالتي تليها، وأول
    نقضها الحكم، وآخرها الصلاة».ويقول عليه الصلاة والسلام: «ما من عبد
    يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه
    الجنة».وحتى تستقيم الأمور في الرعية بما يُرضي الله ورسوله فقد شرع
    الإسلام النصيحة وحبَّب إليها، حيث يقول النبي (ص): «الدين النصيحة»
    ورددها ثلاثاً. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله
    ولأئمة المسلمين وعامتهم»

    وقد أدرك أبو بكر الصديق (ر) عِظَمَ
    هذه المسؤولية الكبيرة أمام الله، فقال بعد أن بايعه الناس: «أيها الناس
    إني وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت
    فَقَوِّموني، أطيعوني ما أطعتُ الله ورسوله، فإذا عصيتُ فلا طاعة لي
    عليكم».


    ويروى أن معاوية
    (ر) صعد المنبر ذات يوم فخطب في الناس فقال: «إنما المال مالُنا،
    والفَيْءُ فَيْئُنا، فمن شئنا أعطيناه، ومن شئنا منعناه»، فلم يجبه أحد،
    فلما كان في الجمعة الثانية، قال مثل ذلك، فلم يجبه أحد، فلمّا كان في
    الجمعة الثالثة فقال مثل مقالته، قام إليه رجل ممن حضر المسجد، فقال:
    «كلا، إنما المال مالنا، والفيء فيئنا، فمن حال بيننا وبينه حاكمناه إلى
    الله بأسيافنا»، فنـزل معاوية (ر) فأرسل إلى الرجل فأدخله، فقال القوم:
    هلك الرجل، ثم دخل الناس، فوجدوا الرجل مع معاوية على السرير ـ سرير الملك
    ـ فقال معاوية للناس: إن هذا أحياني أحياه الله، فقد سمعت رسول الله (ص)
    يقول: «سيكون بعدي أمراء يقولون ولا يرد عليهم، يتفاهمون في النار كما
    تتفاهم القردة، وإني تكلمت في أول جمعة، فلم يُرَدَّ عليَّ، فخشيت أن أكون
    منهم، ثم تكلمت في الجمعة الثانية، فلم يَرُدَّ عليَّ أحد، فقلت في نفسي
    إني من القوم، ثم تكلمت في الجمعة الثالثة فقام هذا الرجل فرد علي،
    فأحياني، أحياه الله». (رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى).


    لذلك كانت نعمة
    الحكم أمانة ومسؤولية كبرى أمام الله وأمام الناس. يقول المصطفى عليه
    الصلاة والسلام عن هذه المسؤولية: «إنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي
    وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها»

    {{{ سبحان الله الخالق العظيم}}}

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر - 11:36