توتانت:::::كذا ميزا ::::::

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بكـ يازائر في منتديات توتانت:::::كذا ميزا ::::::


    افتراضي الوسواس والوسوسة

    بنت مصر
    بنت مصر
    مشرفة منتدى الحب والرومانسية
    مشرفة منتدى الحب والرومانسية


    عدد المساهمات : 460
    المزاج : الكابتشينو والنت

    افتراضي  الوسواس والوسوسة Empty افتراضي الوسواس والوسوسة

    مُساهمة من طرف بنت مصر الجمعة 25 ديسمبر - 11:21

    بسم الله الرحمن الرحيم




    مما لاشك فيه أن العداوة بين
    الإنسان والشيطان عداوة قديمة، فمنذ أن أمر الله تعالى الملائكة بالسجود
    لأبينا آدم عليه السلام أبى إبليس واستكبر وأعلن العداوة والحرب على بني
    آدم،كما أخبر تعالى عن ذلك:



    (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ.إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)،


    وكما قعد لنا بمحاولة الغواية
    والإضلال في كل طريق ومرصد؛ فإنه حريص على قذف سمومه في قلوب المسلمين كي
    يزعزع إيمانهم بالله العزيز الحميد, ويلقي بالريب فيما أخبرنا الله به من
    الغيب في كتابه المجيد،



    عن سبرة بن أبي فاكه رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:


    "إنّ الشيطان قعد
    لابن آدم بأطرقه, فقعد بطريق الإسلام , فقال: تُسلمُ وتذر دينك ودين آبائك
    وآباء آبائك؟ فعصاه وأسلم, ثم قعد له بطريق الهجرة, فقال: تهاجر وتدع أرضك
    وسماءَك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول, فعصاه فهاجر, ثم قعد له
    بطريق الجهاد, فقال: تجاهد؟ فهو جَهدُ النفس والمال, فتقاتلُ فَتُقْتَلُ,
    فتنكح المرأة ويُقسَم المال؟ فعصاه فجاهد،قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم: فمن فعل ذلك كان حقاً على الله أن يدخله الجنة, ومن قُتل كان حقاً
    على الله أن يُدخله الجنة، وإن غرق كان حقاً على الله أن يدخله الجنة, وإن
    وقصته دابته كان حقاً على الله أن يدخله الجنة" [رواه النسائي وقال
    الحافظ: إسناده حسن..],



    ومن رحمة الله بعباده أنه لم يجعل للشيطان على المؤمنين من سلطان :


    (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) (الحجر:42)


    كما وصف سبحانه كيد الشيطان بأنه ضعيف:

    (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ).


    فلما لـم يجد الشيطان سبيلا على المؤمنين لجأ إلى الوسوسة.



    معنى الوسوسة:




    الوسوسة والوَسواس:


    ما يلقيه الشيطان في القلب. وقال الراغب: الوسوسة: الخطرة الرديئة , وقال البغوي:
    الوسوسة القول الخفي لقصد الإضلال, والوسواسُ: ما يقع في النفس وعمل الشر
    وما لا خير فيه , وهذا بخلاف الإلهام فهو لما يقع فيها من الخير.

    قال ابن القيم رحمه الله: "الوسوسة: الإلقاء الخفي في النفس إما بصوت خفي لا يسمعه إلا من أُلقِيَ عليه, وإما بغير صوت كما يوسوس الشيطان للعبد".

    والوسوسة تارة تكون من فعل الشيطان الجني كما

    قال تعالى:

    (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا )(الأعراف:20),


    وسمى الله تعالى شيطاني الجن والإنس "وسواساً"

    فقال تعالى:


    (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ - الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) ,

    وتارة تضاف الوسوسة إلى فعل النفس كما

    قال تعـالى:

    (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُه).(ق:16)




    أنواع الوسوسة:




    يحضر الشيطان ابن آدم عند كل شأنه,
    حتى عند طعامه وشرابه فتنة وابتلاءً،ولكن غرضه الأعظم الكبير في إفساد
    إيمان المؤمن, فهو يسعى بخيله ورجله ليطفىء نور العلم والهداية في قلبه,
    ويوقعه في ظلمة الشكِّ والحيرة, ومن هنا كانت وساوسه تتجه صوب أمرين
    دينيين:

    أحدهما: وسوسة الشيطان في العِلْمِيَّات:
    وهي مسائل الاعتقاد والإيمان, وهو أشدُّ النوعين؛ذلك لأنّ التوحيد: هو
    أساس الإسلام, وصرحه الشامخ, ورأس مال المؤمن, ومن خلاله يمكن للشيطان أن
    ينفث سمومه ليفسد على المرء دينه, ولهذا يوجه إبليس جلَّ سهامه وجنوده
    لإفساد هذه العقيدة, والتشكيك في التوحيد الخالص فتنة للناس عن دين الحق,

    كما قال صلى الله عليه وسلم:


    "إنّ عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة" (رواه مسلم)


    الثاني: الوسوسة في العمليات: وهي
    العبادات والمعاملات, فهو يحضر المسلم عند طهارته وصلاته وذكره ودعائه,
    وحجه وطوافه وصيامه, ليلبّس على الناس عباداتهم ويفسد عليهم طاعاتهم,


    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:


    "إنّ الشيطان إذا سمع النداء أحال(ذهب هاربا) له ضراط,
    حتى لا يسمع صوته، فإذا سكت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب لا يسمع صوته
    .فإذا سكت رجع فوسوس".(رواه البخاري ومسلم).




    أما النوع الأول:




    وهو
    وسوسته في العقائد, فمن حيل الشيطان وألاعيبه ببعض الناس أن يزين لهم حبَّ
    الفضول والسؤال عما لا قِبَلَ لمخلوق أن يدركه عن الخالق عز وجل, فتقع
    وسوسة السؤال عن ماهية الله تعالى, ووجوده...وقد يقع شيء من هذا لكثير من
    المؤمنين الصادقين, فيدفعونه بالاستعظام والإجلال



    كما أتى في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:


    جاء ناس من أصحاب
    النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: "إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن
    يتكلم به, قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان" (رواه
    مسلم).



    وعن عبد الله رضي الله عنه قال


    : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة, قال: "تلك محضُ الإيمان" (رواه مسلم).


    قال الخطابي: "معناه: أنّ صريح
    الإيمان هو الذي منعكم من قول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم والتصديق به,
    وليس معناه أنّ الوسوسة نفسها صريح الإيمان, وذلك أنها إنما تتولد من فعل
    الشيطان وتسويله, فكيف يكون إيماناً صريحاً, لأنّ الإيمان: التيقن, وأنّ
    الإشارة إلى أنّ ما وجدوه من الخوف من الله تعالى أن يعاقبهم على ما وقع
    في نفوسهم: هو محض الإيمان؛ إذ الخوف من الله تعالى ينافي الشك فيه" .



    وقال ابن تيمية رحمه الله: "أي حصول هذا
    الوسواس مع
    هذه الكراهة العظيمة له, ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان, كالمجاهد
    الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه, فهذا أعظم الجهاد و(الصريح) الخالص
    كاللبن الصريح, وإنما صار صريحاً لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية,
    ودفعوها فخَلص الإيمان فصار صريحاً ..." وقال: "فالشيطان لما قذف في
    قلوبهم وسوسة فدفعوه؛ تحرك الإيمان الذي في قلوبهم بالكراهة لذلك،
    والاستعظام له؛ فكان ذلك صريح الإيمان, ولا يقتضي ذلك أن يكون السبب الذي
    هو الوسوسة مأموراً به, والعبد أيضاً قد يدعوه داعٍ إلى الكفر أو المعصية
    فيعصيه ويمتنع؛ ويورثه ذلك إيماناً وتقوى, وليس السبب مأموراً به,



    وقد قال تعالى:


    (الَّذِينَ قَالَ
    لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
    فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
    فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ.. ) الآيتان (آل عمران:
    173 ،174),



    فهذا الإيمان الزائد والتوكل كان سبب
    تخويفهم بالعدو، وليس ذلك مشروعاً بل العبد يفعل ذنباً فيورثه ذلك توبة
    يحبه الله بها، ولا يكون الذنب مأموراً به وهذا باب واسع جداً..".





    هذا وقد أنبأ نبينا صلى الله عليه وسلم أصحابه أنّ هذه الوساوس سيتكلم بها الناس,


    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:


    "لا يزالون يسألونك
    يا أبا هريرة حتى يقولوا: هذا الله فمن خلق الله؟" قال: فبينما أنا في
    المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب فقالوا: يا أبا هريرة هذا الله, فمن خلق
    الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم, ثم قال: قوموا قوموا، صدق خليلي" رواه
    مسلم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر - 11:03