هي رواية من عشرة أجزاء
لامستني حروفها جدا ... و ثملت بين كلماتها
أسعدكم الله بـَ قدر ما أبكتني هذه الرواية
*
*
*
الجزء الأول
المفاجأة
حضرت قبل موعد المحاضرة بنصف ساعه حتى يتسنى لى البحث عن القاعة
التى ستعقد بها الدورة التي كُلفتُ بها من قِبل جهة عملي
وأنا أقرأ ارقام القاعات ....ظهر أمامى أحدهم ...هممت بسؤاله عن رقم
القاعه!
رفعت رأسى اليه
فتسمرت فى مكاني.وكاننى فقدت فجأة كل قدرة لى على الحركة والرؤيه والسمع
وكأن غضبا سماويا قد نزل علي فحولنى إلى صنما من أصنام الجاهلية
وخيل إلي لوهلة اننى اعيش حلما جميلا...فتحت عيني أكثر ..لأتأكد مما أراه
أمامي !
أيعقل؟ هو ؟ وفى هذا المكان؟ وخارج أسوار الحلم ؟
فأنا مااعتدت ان أراه إلا حلما !أنا مااعتدت ان ألمسه إلا خيالا
هو؟ لا ....ليس هو؟ لكنه نسخة طبق الأصل ..منه هو
هو أيضا حين رآنى تحول إلى قطعه من حجر اصم لايجيد إلا النظر الي
ربما هو أيضا قد رأى بى وجه إنسانة أخرى قد سلبتها منه الحياة
لاأعلم كم من الوقت مر ..وأنا أقف أمامه يعتلى ملامحى الذهول
ولاأعلم كم من دقات قلبى قد استهلكتها خلال هذه الفترة
لكن ...كان قلبي لايتوقف عن النبض ...يرفرف بين أضلعي كالطير الذى اكتشف
الطيران للمرة الآولى
ماأغباك ياقلبي....
حتى أنت فرحت لــ ( مجرد) نسخة منه ؟
بادرني هو بالسؤال عن رقم (القاعة) التى أبحث عنها
أجبته بهدوء ميت...فلم تعد قدماي تقوى على حملى وأنا مثقلة بكل هذه
الاحاسيس
من الفرح والدهشة والخجل والارتباك
وحين أخبرته قال انها هناك ثالث قاعة على اليمين... شكرته ومضيت
إحساس غريب
اتجهت إلى القاعة .... وفى داخلي شعور اننى قد انفصلت عن العالم تماما
وفى داخلى يضج السؤال: أيعقل ان يتشابه رجلان إلى هذه الدرجة؟
أيكون هو ؟ لا حتما ليس هو !
دخلت إلى القاعه التى تم ترتيب مقاعدها على شكل حرف ( u)
اخترت مكانا شعرت انه قد يخفى بعض ارتباكي
وماهى إلا دقائق حتى بدأ الآخرون بالحضور واحدا تلو الآخر
وكان هو ..... معهم
لاحظت عند دخوله انه يتجول بعينه بين الحضور ...وكأنه يبحث عن شىء ما !
أيكون ذلك الشىء أنا ؟
وحين وقعت عيناه علي ... شعرت بان قلبى يعاود محاولة الطيران مرة أخرى
وان كل حرارة فى جسدى قد تحولت إلى قطعة ثلج..وخانتنى أطراف أناملي بمسك
القلم !
ولم أعد اشعر بشىء حولي ..وكاننى قد فارقت الحياة فجأة !
من هو ؟
مازلت غير مستوعبة مايحدث ؟
من هذا الرجل؟ وأي صدفة غريبه ألقت به هذا الصباح فى طريقى ؟
أيكون هو ؟ لا حتما ليس هو !!
عندما بدأ المحاضر بالتعريف عن نفسه ..وطلب من كل منا ان يعرف بنفسه وجهة
عمله
عندها فقط...شعرت ان القدر يلعب بحياتى لعبة لاطاقه لقلبي بها
وعندها فقط,,, أدركت انه ليس هو ... فالاسم مختلف...وجهة العمل مختلفه
كنت أشعر به يتلهف لسماع اسمى وجهة عملي
نطقت اسمى الاول فقط ...وتعمدت عدم ذكره كاملا ...ولا أعلم لماذا !
طفولة
وعندما بدأ المحاضر بطرح موضوع ( الدورة) كنت أنا أمارس بعض جنونى مع
صديقتى المقربه
والتى تفوقنى جنونا ..وأشياء أخرى فلم يعد لها فى هذا الزمن مكان
فقد كانت يدي تحت الطاولة تلعب بحروف هاتفى الجوال فكتبت لها مسجا اقول لها
( تصدقين؟ معي بالدورة زميل نسخة طبق الأصل من ( ...... ) )
فردت علي بمسج أخر تقول فيه ( يابختج لقيتى نسخة من (......) عقبال ما
الآقى نسخة من ( ..... ) )
رددت عليها ( حاسدتنى على نسخة ?) رددت علي ( من قدج بتعيشين اسبوع كامل مع
نسخة من حلمك )
ارسلت اليها ( ماأبسط احلامنا ياصديقتى وماأطهر امانيننا)
الاستراحة
ومدتها نصف ساعه ... حملت حقيبة يدي واتجهت إلى الكافتيريا
اخترت طاولة بعيدة عن البقية ...تعمدت ان اختفى من أمامه ولااعلم لماذا
شعور غريب...ومشاعر ممتزجة بالخوف والرهبة والرفض والطفوله والمراهقة
والنضج قد استعمرتني
لدرجة انى قد فكرت بالفرار من المكان كله...وعدم اكمال هذه ( الدورة )
هو كان يجلس بصحبة الاخرين / يتحدث/ يضحك / يبتسم / تبحث عيناه فى ( زحامهن
)
عن إمرأة اثارت هذا الصباح دهشته حين تحولت أمامه من انثى نابضة إلى كومة
من الدهشة والذهول
بعد الاستراحة عدنا إلى القاعة
لاحظت انه قد غير مكانه واختار مكانا يسهل عليه رؤيتى فيه ومراقبتى منه
بشكل أوضح .
كانت مناقشاته توحى انه رجلا مثقفا فوق العادة
كنت أعلم انه كرجل شرقي يستعرض عضلات ( ثقافته) أمام إمرأة اثارت اعجابه
بعد انتهاء محاضرة اليوم الأول...اتجهت إلى سيارتى ... كنت اتمنى بينى وبين
نفسى ان لايلمحنى
وان لايرى رقم السيارة ..أو يتبعنى
لكنه كان انضج من ان يتصرف بهذا الطيش
[/size][/b]